فوقع ذلك في نفسه قبل أن يتكلّم وقع ذلك الطير على مائدته نصفه قدير (١) ونصفه شواء ، فيأكل منها مقدار أربعين سنة ، كلّما شبع ألقي عليه ألف باب من الشهوة. قالها ثلاث مرّات.
قال تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) (٢٢) : والحور البيض في تفسير بعضهم. وقال مجاهد : الحور : أي : يحار فيهنّ النظر ، وينظر الناظر وجهه في جيدها. وقال تعالى : (عِينٌ) أي : عظام العيون ، والواحدة منها عيناء. وقال بعضهم : أشفار عينيها أطول من جناح نسر.
قال تعالى : (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (٢٣) : يعني صفاء ألوانهنّ ، والمكنون أي : الذي في أصدافه. وقال بعضهم المكنون الذي لم يثقب ولم تمسّه الأيدي.
قال (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤) أي يجازون على قدر أعمالهم.
قوله عزوجل : (لا يَسْمَعُونَ فِيها) : أي في الجنّة (لَغْواً) : واللغو : الباطل. (وَلا تَأْثِيماً) (٢٥) : أي لا يؤثم بعضهم بعضا. (إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) (٢٦) : أي يسلّم بعضهم على بعض ، وقال بعضهم : إلّا خيرا خيرا.
قال تعالى : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢٧) : هؤلاء غير المقرّبين ، وهم أهل المنزل الآخر في سورة الرحمن. [يعني أهل الجنّة من غير السابقين. وأهل الجنّة كلّهم أصحاب اليمين] (٢).
قال تعالى : (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) (٢٨) : المخضود الذي لا شوك له. وقيل : الموقر ، وهو تفسير مجاهد. قال تعالى : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) (٢٩) : قال الحسن : هو الموز (٣). وهو قول مجاهد.
__________________
(١) القدير من اللحم ما طبخ في القدر بتوابل.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٣٥٠.
(٣) كذا في ق وع. وجاء في ز ما يلي : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) أي بعضه على بعض. يعني بالطلح الشجر الذي بطريق مكّة. قال مجاهد : كانوا يعجبون من وجّ وظلاله من طلح وسدر ، فخوطبوا ووعدوا بما يحبّون مثله». سقط هذا التفسير من ق وع وهو أحقّ بالإثبات ، وأولى بالصواب عندي ؛ ففي مجاز أبي عبيدة ، ج ٢ ص ٢٥٠ ما يلي : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) زعم المفسّرون أنّه الموز ، وأمّا العرب فالطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك ...». ووجّ الذي ذكره مجاهد هو الطائف ، بلاد ثقيف. انظر : معجم البلدان لياقوت ، ومعجم ما استعجم للبكري. (وجّ).