ذكروا عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : هو الموز.
قوله عزوجل : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٣٠) : أي متّصل دائم في تفسير الحسن. وقال الكلبيّ : ليس معه شمس. ذكروا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : إنّ في الجنّة لشجرة يسير الراكب في ظلّها مائة عام ما يقطعها ؛ اقرأوا إن شئتم : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (١).
قال تعالى : (وَماءٍ مَسْكُوبٍ) (٣١) : أي ينسكب بعضه على أثر بعض وليس بالمطر.
قوله عزوجل : (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) (٣٣) : ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده إنّ أهل الجنّة ليتناولون من قطوفها وهم متّكئون على فرشهم ، فما تصل إلى في أحدهم حتّى يبدّل الله مكانها أخرى (٢). قال الحسن : (لا مَقْطُوعَةٍ) أي ليس ثمارها مثل ثمار الدنيا لها زمن تكون فيه ثمّ تنقطع ، (وَلا مَمْنُوعَةٍ) أي : إنّ لثمار الدنيا من يمنعها وثمار الجنّة لا تمنع.
قال : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) (٣٤) : أي بعضها فوق بعض. ذكر بعض أصحاب النبيّ عليهالسلام أنّ ارتفاعها من الأرض قدر مائة خريف ، يعني مائة سنة.
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ) : أي ابتدأنا خلقهنّ ، يعني نساء أهل الجنّة (إِنْشاءً) (٣٥) : أي خلقا. (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) (٣٦) : أي عذارى. (عُرُباً) : قال الحسن : العرب : العاشقات لأزواجهنّ. وبعضهم يقول : المحبّبات لأزواجهنّ ، أي : هم عاشقون لهنّ. وبعضهم يقول : الغنجات (٣).
__________________
(١) حديث صحيح متّفق عليه ، أخرجه الشيخان وأصحاب السنن. أخرجه البخاريّ في كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنّة وأنّها مخلوقة ، من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك. وأخرجه مسلم في كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب إنّ في الجنّة لشجرة ... من حديث أبي هريرة (رقم ٢٨٢٦) ، ومن حديث سهل بن سعد (رقم ٢٨٢٧) ، ومن حديث أبي سعيد الخدريّ (رقم ٢٨٢٨).
(٢) انظر الإشارة إليه في تفسير الآية ٢٢ من سورة الطور فيما سلف من هذا الجزء. وقد أخرج الحديث ابن سلّام بسند كما في ز ورقة ٣٤٠.
(٣) جمع الفرّاء هذه الأوصاف فقال وأوجز : (عُرُباً) واحدها عروب ، وهي المتحبّبة إلى زوجها ، الغنجة». وقال أبو عبيدة : «هي الحسنة التبعّل».