ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الميّت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل صالحا قالوا : اخرجي أيّتها النفس الطيّبة كانت في الجسد الطيّب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، وربّ راض غير غضبان. يقال لها ذلك حين ينتهى بها إلى السماء ، فيستفتح لها ، فيقال : من هذا؟ فيقولون : فلان بن فلان. فيقولون : مرحبا بالنفس الطيّبة كانت في الجسد الطيّب. ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ، وربّ راض غير غضبان. فيقال لها ذلك ، حتّى ينتهى بها إلى السماء السابعة.
فإذا كان الرجل السوء قالوا : اخرجي أيّتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) (٥٨) [سورة ص : ٥٨]. فيقولون ذلك لها حتّى تخرج ، ثمّ يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها. فيقال : من هذا؟ فيقولون : فلان. فيقال : لا مرحبا بالنفس الخبيثة ، ارجعي ذميمة فإنّه لن يفتح لك ، فترسل بين السماء والأرض ، ثمّ يصيران إلى القبر.
ذكروا عن الحسن أنّه قرأ هذه الآية : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) فقال : ذلك في الآخرة. فسأله بعض القوم فقال : أما والله إنّهم ليرون عند الموت.
ذكروا عن بعض التابعين قال : إنّ المؤمن عند الموت يؤتى بحزمة (١) ريحان فيشمّها ثمّ يموت.
قال تعالى : (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) (٨٩).
قال تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ) : [أي فخير لك] (٢) (مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) (٩١) : وهؤلاء أصحاب اليمين من غير المقرّبين. وهم أصحاب المنزل الثاني في هذه السورة وفي سورة الرحمن. وهي أيضا في سورة الملائكة في المقتصد والسابق ، والسابق يدخل الجنّة بغير حساب. والمقتصدون هم الذي يحاسبون حسابا يسيرا ، وهم أصحاب المنزل الآخر.
__________________
(١) في ق وع : «بحوزة ريحان» ، ولا معنى لحوزة هنا ، فأثبتّ ما رأيت أنّه الصواب : «حزمة».
(٢) زيادة من ز ورقة ٣٥١. وفي معاني الفرّاء ج ٣ ص ١٢١ : «أي : فذلك مسلّم لك أنّك من أصحاب اليمين». وانظر معاني أخرى لقوله : (فَسَلامٌ لَكَ) في تفسير القرطبيّ ، ج ١٧ ص ٢٣٣.