قوله عزوجل : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) : أي ما يدخل في الأرض من المطر (وَما يَخْرُجُ مِنْها) أي من النبات (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) أي من وحي وغيره. (وَما يَعْرُجُ فِيها) أي ما يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد (١).
قال تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٥) : أي يوم القيامة.
قوله عزوجل : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) : وهو أخذ كلّ واحد منهما من صاحبه. (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٦) : أي بما في الصدور.
قوله تعالى : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) : أي بعد الأمم التي أهلك الله واستخلفكم في الذي كان في أيديهم (٢). كقوله تعالى : (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ) [يونس : ١٤] قال : (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا) : أي في سبيل الله (لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (٧) : أي الجنّة.
قال عزوجل : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) : أي في صلب آدم عليهالسلام.
قال تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٨) : أي : إن كنتم مؤمنين بالله وبالرسول فأنتم مؤمنون بذلك الميثاق. وإن كفرتم بالله وبالرسول فأنتم كافرون بذلك الميثاق.
قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ) : أي القرآن (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) : أي من الضلالة إلى الهدى ، يعني من أراد الله أن يهديه. قال : (وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٩).
قوله عزوجل : (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) : رجع إلى الكلام الأوّل : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ). قال تعالى : (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : يعني يبقى بعد
__________________
(١) جاء في ق وع ما يلي : (وَما يَعْرُجُ فِيها) أي : من الوحي الذي تعرج به الملائكة». وما أثبتّه من ز ورقة ٣٥٢ أصحّ عبارة وأوفى معنى.
(٢) وقال الفرّاء في المعاني ج ٣ ص ١٣٢ : «مملّكين فيه ، وهو رزقه وعطيّته».