إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ). يعني المؤمنين ... إلى آخر الآية. [آل عمران : ١٨].
وقال بعضهم : أمن الله الخلائق من ظلمه. وقال بعضهم : الموفي خلقه بما وعدهم ، هو المؤمن. (الْمُهَيْمِنُ) : أي الأمين على ما حدّث أنّه كائن وأنّه يكون ، وبعضهم يقول : الشاهد على خلقه. وتفسير مجاهد : الشهيد ، وهو نحوه. (الْعَزِيزُ) في نقمته. وقال الحسن : (الْعَزِيزُ) بعزّته ذلّ من دونه (الْجَبَّارُ) : أي الذي تجبّر على خلقه (١). وقال بعضهم : القاهر لخلقه بما أراد. (الْمُتَكَبِّرُ) : أي الذي تكبّر على خلقه (٢). (سُبْحانَ اللهِ) : نزّه نفسه (عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٢٣).
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ) : والبارئ هو الخالق (الْمُصَوِّرُ) : الذي يصوّر في الأرحام وفي غيرها ما يشاء (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) : ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لله تسعة وتسعون اسما ، مائة غير واحد ، من أحصاها (٣) دخل الجنّة (٤). وإنّما يتقبّل الله من المتّقين.
قال الله عزوجل : (يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٢٤) : أي العزيز في نقمته الحكيم في أمره.
* * *
__________________
(١) وقال الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٨ ص ٥٥ : «وقوله : (الْجَبَّارُ) يعني المصلح أمور خلقه ، المصرّفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول : جبر خلقه على ما يشاء من أمره».
(٢) كذا في ق وع وز ، وفي تفسير الطبريّ : (الْمُتَكَبِّرُ) : تكبّر عن كلّ شرّ». والقول لقتادة.
(٣) جاء في ز ورقة ٣٥٨ ما يلي : «قال محمّد : معنى أحصاها ، حفظها ، ومنهم من قال : تعبّد لله بها».
(٤) أخرجه يحيى بن سلّام بالسند التالي : «يحيى عن خراش عن محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وانظر ما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية ١٨٠ من سورة الأعراف.