(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ) : أي تركوا العمل لله بفرائضه (فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) : أي تركهم من الخير ولم يتركهم من الشرّ (١). (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (١٩) : من فاسق مشرك ، أو فاسق منافق ؛ جمعهم كلّهم جميعا.
قوله عزوجل : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) : أي أهل النار وأهل الجنّة (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) (٢٠) : أي فازوا من النار إلى الجنّة.
قوله عزوجل : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ) : أي على حدّ ما أنزلناه على العباد من الثواب والعقاب والوعد والوعيد والأمر والنهي.
(لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) : يوبّخ بذلك العباد. ونظيرها قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢) [الأحزاب : ٧٢]. وقد فسّرناه في سورة الأحزاب(٢).
قال تعالى : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (٢١) : أي لكي يتفكّروا فيعلموا أنّهم أحقّ بخشية الله من هذا الجبل ، لأنّهم يخافون العقاب ، وليس على الجبال عقاب.
قوله تعالى : (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : أي لا معبود سواه (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : الغيب ما أخفى العباد والشّهادة ما أعلنوا.
قال تعالى : (هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) (٢٢) : وقد فسّرناه في فاتحة الكتاب (٣).
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) : أي المبارك ، أي إنّ البركة من قبله. وتفسير الكلبيّ : القدّوس : الطاهر (السَّلامُ) : أي الذي سلمت الخلائق من ظلمه (الْمُؤْمِنُ) : تفسير الحسن : المؤمن بنفسه قبل إيمان خلقه ، كقوله عزوجل : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ ، لا إِلهَ
__________________
(١) كذا في ق وع ، وفي ز : (نَسُوا اللهَ) يعني تركوا ذكره بالإخلاص من قلوبهم فأنساهم أنفسهم بتركهم من أن يذكروا ما عنده بالإخلاص له. (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) وهو فسق الشرك».
(٢) انظر ما سلف ، ج ٣ ، تفسير الآية المذكورة.
(٣) انظر تفسير فاتحة الكتاب ، ج ١.