قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) : يعني صلاة الجمعة. وهي في حرف ابن مسعود : (فامضوا إلى ذكر الله). وقال بعضهم : (فامشوا إلى ذكر الله) ، ذكروا عن الحسن في قوله : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) قال : السعي بالقلوب والسعي بالنيات.
قوله عزوجل : (وَذَرُوا الْبَيْعَ) : ذكروا عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : إذا أذّن المؤذّن يوم الجمعة حرم البيع. قال بعضهم : إنّما يقال ذلك لأنّ الشمس إذا زالت يوم الجمعة جاء وقت الصلاة. وإنّما هو قدر ما يتهيّأ للجمعة إذا انتصف النهار. ويستحبّ تعجيل الجمعة إذا زالت الشمس ليس كصلاة الظهر.
قال عزوجل : (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٩). ذكروا عن محمّد بن عبد الرحمن عن زرارة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر كتب من المنافقين (١).
ذكروا عن ابن عبّاس قال : من ترك أربع جمع من غير عذر طبع الله على قلبه.
قوله عزوجل : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) : أي من رزق الله. (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١٠). رخّص لهم أن ينتشروا إذا صلّوا إن شاءوا ، فإن أقاموا على ذلك كان أفضل لهم.
ذكر بعضهم قال : أربع (٢) أمر بهنّ في القرآن لسن بفرائض ، من شاء فعلهنّ ومن شاء لم يفعلهنّ : هذه الآية ، وقوله عزوجل : (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) [المائدة : ٢] ؛ إن شاء اصطاد وإن شاء لم يفعل ، وقوله عزوجل : (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) [النور : ٣٣] ؛ إن شاء كاتب
__________________
(١) حديث صحيح ، أخرجه الترمذيّ في أبواب الصلاة ، باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب التشديد في ترك الجمعة (رقم ١٠٥٢). وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنّة فيها ، باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر (رقم ١١٢٥) كلّهم يرويه من حديث أبي الجعد الضّمريّ ، ولفظه : «من ترك الجمعة ثلاث مرّات تهاونا بها طبع الله على قلبه». وأخرجه ابن ماجه أيضا في نفس الباب عن جابر بن عبد الله (رقم ١١٢٦).
(٢) في ق وع : «خمس» ، والصواب : «أربع» ، كما جاء في مخطوطة ابن سلّام.