(أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) [فصلت : ٤٠] أي : أهو خير أم هذا المؤمن الذي لان جلده وقلبه إلى ذكر الله ، أي : إنّهما لا يستويان. قال : (وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ) : أي للمشركين (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (٢٤) : أي جزاء ما كنتم تعملون.
قوله : (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : أي من قبل قومك يا محمّد (فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) (٢٥) : أي جاءهم فجأة. قال : (فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي فأهلكهم بعذاب الخزي بتكذيبهم. (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) : من عذاب الدنيا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ٢٦) : أي لعلموا أنّ عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا.
قوله : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٢٧) : أي لكي يتذكّروا ، فيحذروا أن ينزل بهم ما نزل بالذين من قبلهم. قال : (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) : أي غير ذي لبس (١) (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (٢٨) : أي لكي يتّقوا.
قوله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً) : أي المشرك (فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) : أي يعبد أوثانا شتّى. وهو مثل قول يوسف : (أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (٢٩) [يوسف : ٣٩](وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) : يعني المؤمن الذي يعبد الله وحده (هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) : أي إنّهما لا يستويان. قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٢٩) وهم الذين لا يؤمنون.
قوله : (إِنَّكَ) يا محمّد (مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١). ذكروا أنّه لمّا نزلت هذه الآية جعل أصحاب النبيّ عليهالسلام يقولون : وما خصومتنا فيما بيننا؟ فلمّا قتل عثمان بن عفّان قالوا : هذه خصومتنا بيننا.
ذكروا أنّ عليّا رضي الله عنه أي ...... والى تحبو للخصومة يوم القيامة (٢).
__________________
(١) وهذا قول مجاهد بلفظه كما جاء في تفسيره ص ٥٥٧. وقال ابن عبّاس والضحّاك : «غير مختلف». وقال الزمخشريّ في الكشّاف ، ج ٤ ص ١٢٥ : «مستقيما بريئا من التناقض والاختلاف». وهو تفسير جامع.
(٢) وردت هذه الجملة في ع مخرومة ، ولها بياض قدر كلمتين ولم أهتد لاستكمالها. ولم أجد في كتب التفسير والحديث والتاريخ هذا القول الذي روي عن الإمام عليّ في الموضوع. فهل هو ممّا انفرد بروايته ابن سلام؟.