فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده لقد ختمها الله بما قلت (١).
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) : أي بطاعة الله نارا. قال بعضهم : لمّا نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله : هذا نقي أنفسنا ، فكيف نقي أهلينا. قال : تأمرونهم بطاعة الله (٢).
قوله عزوجل : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) : أي حطبها الناس والحجارة ، أي : تأكل الناس وتأكل الحجارة ، في تفسير الحسن ، وهي حجارة من كبريت [أحمر. قال عزوجل : (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) : أي على أعداء الله. قال أبو العوام : الملك منهم في يده مرزبة من حديد لها شعبتان يضرب بها الضربة فيهوي بها سبعين ألفا. (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٦).
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) : وهذا يقال لهم يوم القيامة (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٧) : أي في الدنيا.
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) : يحيى عن حماد عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال : سألت عمر بن الخطّاب عن التوبة النصوح قال : هي أن يتوب العبد من الذنب ثمّ لا يعود فيه (٣). يحيى عن الفرات عن عبد الكريم عن زيّاد بن الجرّاح عن عبيد الله بن معقل قال : كان أبي عند عبد الله بن مسعود فسمعته يقول لعبد الله : أسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : الندم توبة؟ (٤). قال : نعم. يحيى عن سفيان الثوريّ عن عاصم
__________________
(١) انظر الإشارة إليه فيما سلف ، ج ٣ ص ١٣٣.
(٢) أخرجه ابن مردويه عن زيد بن أسلم مرسلا ، كما جاء في الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ٢٤٤ ، ولفظه : «تأمرونهم بما يحبّه الله ، وتنهونهم عمّا يكره الله». وذكر أنّ السائل هو عمر كما رواه الألوسيّ في روح المعاني ، ج ١٠ ص ١٥٦ بدون سند.
(٣) هذا الأثر ورد منسوبا هنا إلى عمر بن الخطّاب ، وورد منسوبا إلى ابن مسعود في تفسير مجاهد ، ص ٦٨٤. وورد حديثا مرفوعا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسند ضعيف في بعض المراجع. انظر : السيوطي ، الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ٣٤٥.
(٤) حديث صحيح أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر التوبة (رقم ٤٢٥٢) وصحّحه الحاكم عن ابن مسعود ، وأورد الحديث الطبرانيّ في الكبير ، وأبو نعيم في الحلية ، بزيادة : «الندم ـ