الأحول عن الشعبيّ قال : التائب من الذنب كمن لا ذنب له (١).
قوله تعالى : (عَسى رَبُّكُمْ) : وعسى من الله واجبة.
(أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : يقودهم إلى الجنّة (وَبِأَيْمانِهِمْ) : كتبهم ، وهي بشراهم بالجنّة] (٢).
(يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٨). تفسير الكلبيّ : إنّه يعطي كلّ مؤمن نورا ، وبعضهم أكثر من بعض ، فيجوزون على الصراط منهم كالبرق ، ومنهم من يكون كركض الفرس الجواد ، ومنهم من يسعى سعيا ، ومنهم من يزحف زحفا ، وهم الذين (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). وقد فسّرنا ما بلغنا من ذلك في سورة الحديد (٣).
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) : أي جاهد الكفّار المشركين بالسيف ، واغلظ على المنافقين بالحدود. قال : (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٩).
قوله عزوجل : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما) : تفسير ابن عبّاس : فخالفتاهما ، يقول : كانتا منافقتين [تظهران الإيمان وتسرّان الشرك] (٤). فأمّا امرأة نوح فكانت تفشي سرّه ،
__________________
ـ توبة ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه».
(١) هذا نصّ حديث أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر التوبة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه (رقم ٤٢٥٠).
(٢) ما بين المعقوفين ابتداء من الصفحة الماضية إلى هنا ساقط كلّه من ق وع ، فأثبتّه من ز لإتمام النقص الذي ورد في تفسير الآيتين. وهذا دليل آخر على أنّ مخطوطتي ق وع نقلتا من أصل واحد ، أو أنّ الواحدة نقلت من الأخرى.
(٣) انظر ما سلف في هذا الجزء ، تفسير الآية ١٣ من سورة الحديد.
(٤) زيادة من ز ، ورقة ٣٦٦.