قوله : (وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) : أي سبقت كلمات ربّك (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) (٦) : أي بكفرهم.
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) : أي ومن حول العرش (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ). ذكر بعضهم قال : قال الله لآدم : يا آدم أهبط بيتي معك يطاف حوله كما يطاف على العرش.
قال : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) يقولون (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) : أي ملأت كلّ شيء رحمة وعلما (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا) من الشرك والنفاق وأعمال السيّئات (وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) : أي الهدى ، يعني الإسلام ، وهو السبيل ، أي الطريق إلى الجنّة. (وَقِهِمْ) : أي واصرف عنهم (عَذابَ الْجَحِيمِ) (٧).
(رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ) : وعدن أرفع الجنّة وبطنانها ، إليها تنسب الجنان. (الَّتِي وَعَدْتَهُمْ) : أي إنّ الله وعد المؤمنين في كتابه الجنّة فقال : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ..). [التوبة : ٧٢] إلى آخر الآية ، وغير ذلك ممّا وعدهم فيها ، أي : في الجنّة.
قال : (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) : أي ومن آمن وعمل صالحا منهم (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٨). وقال في سورة الطور : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الطور : ٢١] أي : وما انتقصناهم من عملهم من شيء. إنّ الله يرفع إلى المؤمن ولده في الجنّة وإن كان دونه في العمل ليقرّ به عينه ، وكذلك الآباء يرفعون إلى الأبناء في درجاتهم في الجنّة إذا كانت الآباء دونهم في العمل. وولدان المسلمين الذين لم يبلغوا العمل أيضا مع آبائهم من أهل الجنّة.
ذكروا عن سعيد بن المسيّب قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا ، امرأة من تكون في الجنّة؟ قال : امرأة الآخر.
قال : (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ) : أي جهنّم ، وهذا جزاء الشرك والنفاق (١) (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ
__________________
(١) كذا في ع ، وفي ز ورقة ٣٠٢ : «يعني جهنّم ، هي جزاء الشرك». وكلمة النفاق زيادة من الشيخ هود ، ولا ـ