يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ). قال : (وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩) : أي هي النجاة العظيمة من النار إلى الجنّة.
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ) وهم في النار (لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) : أي لمقت الله إيّاكم في معصيته أكبر من مقتكم أنفسكم في النار ، وذلك أنّ أحدهم يمقت نفسه ويقول : مقتّك يا نفسي. قال : (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ) : أي في الدنيا (فَتَكْفُرُونَ) (١٠).
(قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) : وهو قوله في سورة البقرة : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) [البقرة : ٢٨] يقول : (وَكُنْتُمْ ، أَمْواتاً) في أصلبة آبائكم نطفا ، (فَأَحْياكُمْ) ، يعني هذه الحياة في الدنيا ، (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) يعني بهذا موتكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) يعني البعث (فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (١١).
تفسير الحسن : إنّ فيها إضمارا : قال الله : [لا ، ثمّ قال] (١) : (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) : أي تصدّقوا بعبادة الأوثان.
وقال بعضهم : ليس فيها إضمار ، ولكن قال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ ، أَنْفُسَكُمْ) لأنكم كنتم تدعون في الدنيا (إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ). قال : (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ) : أي لا أعلى منه (الْكَبِيرِ) (١٢) : أي لا أكبر منه.
قوله : (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ) أي حكمه على العباد بأن أدخل المؤمنين الجنّة وأدخل المشركين النار.
قوله : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ) : أي ما يرى العباد من قدرته (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) : أي مطرا ؛ أي في المطر أرزاق العباد. (وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) (١٣) : أي إلّا من يرجع إلى الله فيخلص العبادة له ، يعبده لا يشرك به شيئا.
__________________
ـ شكّ ، وهي غير واردة في ز.
(١) زيادة سقطت من ع ، وهي موجودة في ز ، وإثباتها لا بدّ منه وإلّا لما ظهر الإضمار الذي رآه الحسن ، والذي أشار إليه الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٤ ص ٤٨ ، وهو وجه من وجوه تأويل الآية ؛ ويذكر المؤلّف الوجه الآخر بعد هذا مباشرة.