(حُجَّتُهُمْ) : أي خصومتهم (داحِضَةٌ) : أي ذاهبة باطلة (عِنْدَ رَبِّهِمْ). وقال مجاهد : هم المشركون ، طمعوا أن تعود الجاهليّة. قال : (وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) (١٦) : أي في الآخرة.
قوله : (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ) : أي القرآن (بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ) : أي العدل (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (١٧) (١).
قال : (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها) : أي استهزاء وتكذيبا لا يقرّون بها (وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها) : أي خائفون (وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ) : أي كائنة (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ) : أي يكذّبون بها. كقوله : (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) (٣٦) [القمر : ٣٦] أي : كذّبوا الأنبياء. قال : (لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (١٨) : أي من الحقّ.
قال : (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ) فبلطفه ورحمته خلق الكافر ، ورزق وعوفي وأقبل وأدبر. قال : (يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ) : أي فلا أقوى منه (الْعَزِيزُ) (١٩) : فلا أعزّ منه.
قوله : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ) : يعني العمل الصالح يرجو به ثواب الآخرة (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) : وهو تضعيف الحسنات ، في تفسير الحسن. (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها) : أي من الدنيا. وليس كلّ ما أراد من الدنيا يؤتى ، كقوله : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) [الإسراء : ١٨] [قال : (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ) : يعني في الجنّة (مِنْ نَصِيبٍ) (٢٠) : وهو المشرك ، لا يريد إلّا الدنيا ، لا يريد الآخرة] (٢).
ذكروا أنّ عليّا قال : حرث الآخرة الأعمال الصالحات ، وحرث الدنيا المال ؛ وقد يجمعهما الله لمن يشاء من خلقه.
__________________
(١) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ١٩٩ : «لم يجيء مجازها على صفة التأنيث فيقول : إنّ الساعة قريبة. والعرب إذا وصفوها بعينها كذلك يصنعون ، وإذا أرادوا ظرفا لها أو أرادوا بها الظرف جعلوها بغير الهاء ، وجعلوا لفظها لفظا واحدا في الواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى. تقول : هما قريب وهي قريب».
(٢) ما بين المعقوفين ساقط كلّه من ق وع ، فأثبتّه من ز ، ورقة ٣١٠.