ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تزال البلايا للمؤمن في جسده وماله وولده حتّى يلقى الله وما عليه من خطيئة (١).
قوله : (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) : يقوله للمشركين ، أي : وما أنتم بالذين يسبقوننا حتّى لا نبعثكم ثمّ نعذّبكم (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ) : أي يمنعكم من عذابه (وَلا نَصِيرٍ) (٣١) : أي ينتصر لكم.
قوله : (وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ) : أي السفن ، كقوله : (وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) [الحج : ٦٥]. قال : (فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (٣٢) : أي كالجبال ، وهي كقوله : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (٢٤) [الرحمن : ٢٤] ، وهي السفن إذا كان عليها قلوعها.
قوله : (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ) : يعني السفن (رَواكِدَ) : أي سواكن (عَلى ظَهْرِهِ) : أي على ظهر البحر. قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (٣٣) : أي لكلّ مؤمن.
قال : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ) : أي يغرقهنّ (٢) ، يعني السفن ، أي : يغرق أهلها بما كسبوا (وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) (٣٤).
قال : (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا) : يعني المشركين يجحدون بها (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٣٥) : أي من ملجأ يلجأون إليه من عذاب الله.
قوله : (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) : يعني المشركين (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي ينفد ويذهب (وَما عِنْدَ اللهِ) : في الآخرة ، يعني الجنّة (خَيْرٌ وَأَبْقى) : أي يبقى ، وما في الدنيا يذهب (لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٣٦).
قوله : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) : أي ويجتنبون الفواحش ، وقد فسّرنا
__________________
(١) حديث حسن صحيح ، أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه الترمذيّ في الزهد ، باب ما جاء في الصبر على البلاء ، كلاهما يرويه من حديث أبي هريرة.
(٢) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ، ص ٣٩٣ : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ) : يهلكهنّ يقال : فلان قد أوبقته ذنوبه ، وأراد أهل السفن».