من الامور الشرعية .
إن القولَ بعدم ذكر الشهادة بالولاية صريحاً في الأذان ، هو مساوق للقول بعدم ورود اسم الإمام علي صريحاً في القرآن ، مع أنّ في الأذان والقرآن الكريم ما يدل على الولاية والإمامة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؟ !
ونحن في دراستنا هذه لا نريد أن نذهب إلى جزئية الشهادة الثالثة في الأذان حتى يلزمنا القول بأن الرسول أو الإمام علي وأولاده المعصومين قد أذّنوا بهذا الأذان .
فجملة « حي على خير العمل » في الأذان دالة على الإمامة والرسول والصحابة كانوا يؤذنون بها ، وقد سمح الإمام الكاظم بفتحها والأخذ بتفسيرها معها بل دَعا إلى الحث عليها .
كما أن هناك آيات كثيرة دالة على الإمامة ، وكان من منهج بعض الصحابة أن يبيّنوا آيات الذكر الحكيم ويأتوا على تفسيرها السياقي وشأن نزولها وسرّ تشريعها معها ، كما هو المشاهد في قراءة ابن مسعود التفسيرية لآية البلاغ ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) أنّ عليّاً مولى المؤمنين ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) (١) .
وقرأ كذلك : ( وَكَفَى اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) بعلي بن أبي طالب (٢) .
وكان اُبيّ بن كعب يقرأ : ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) وهو أبٌ لهم (٣) .
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ٢٥٧ ، الدر المنثور ٢ : ٢٩٨ ، وعنه في بحار الأنوار ٣٧ : ١٩٠ .
(٢) شواهد التنزيل ٢ : ٣ الاكمال ٧ : ٥٣ ورواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علي من تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٦٠ الحديث ٩١٩ ، والدر المنثور ٥ : ١٩٢ ، ٦ : ٥٩٠ ، كفاية الطالب : ٢٣٤ ، غاية المرام : ٤٢٠ .
(٣) الدر المنثور ٦ : ٥٦٧ ، مصنف عبد الرزاق ١٠ : ١٨١ / ح ١٨٧٤ ، وفيه : « وهو أبوهم » ، وهي في قراءة ابن مسعود كذلك ; انظر الكشاف ٣ : ٥٣٢ .