وقرأ ابن عباس : ( مِنْ أَنفُسِهِمْ ) وهو أبٌ لهم ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )
(١) . وجاء عن اُبي أنّه
كان يقرأ : ( إِذْ جَعَلَ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ) ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام
( فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ
عَلَىٰ رَسُولِهِ ) (٢) . وعن عمرو ، وعبد الله
بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، أنهم قرأوا : (
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك المخْلَصين (٣)
. وعن عبد الرحمن بن
عوف ، قال : قال لي عمر : ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ ( وَجَاهِدُوا فِي
اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله (٤)
. قال ابن عطيّة
الأندلسي ( ت ٥٤٦ هـ ) في المحرر الوجيز : روي أنّ ابن مسعود كتب في مصحفه أشياء على جهة التفسير فظنّها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ، ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القران ؛ لأنّ المعنى جزء من الشريعة ، وإنّما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت . . . (٥) . وقال ابن السرّاج
القاضي القونوي الحنفي ( ت ٧٧٧ هـ ) في شرح المعتمد : ومن أسباب اختلاف الفقهاء اختلافهم في الاحتجاج بالرواية الشاذة من القران الكريم ، فقد كان بعض الصحابة يكتب في مصحفه كلمات على سبيل التفسير والبيان ، فرواها الناس عنه على أنها قراءة ، مثال ذلك زيادة ابن مسعود كلمة __________________ (١)
المحرر الوجيز ٤ : ٣٧٠ . (٢)
المستدرك للحاكم ٢ : ٢٢٥ ، كنز العمال ٢ : ٥٦٨ و ٥٩٤ ، الدر المنثور ٦ : ٧٩ ، سير
اعلام النبلاء ١ : ٣٩٧ . (٣)
تفسير الطبري ١٩ : ١٢١ في قراءة عمرو ، عيون اخبار الرضا ٢ : ٢٠٩ في مصحف عبد الله
بن مسعود وقراءة أُبي بن كعب . (٤)
الدر المنثور ٤ : ٣٧١ و ٥ : ١٩٧ ، كنز العمال ٢ : ٤٨٠ . (٥)
المحرر الوجيز ١ : ٤٨ .