« متتابعات » عقب قوله تعالى ( فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) في سورة المائدة (١) .
وقال أبو حيّان الأندلسي ( ت ٧٤٥ هـ ) في البحر المحيط عن الآية ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ . . . ) : وفي مصحف عبد الله « وما يعبدون من دوننا » . . . إنما أُريد به تفسير المعنى وأنّ هؤلاء الفتية اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله وليس ذلك قرآناً . . . (٢) .
وفي المحرّر الوجيز : وفي مصحف عبد الله « ملاقوها » مكان ( مُوَاقِعُوهَا ) الواردة في الآية ٥٤ من سورة الكهف (٣) ، فقال الاندلسي في تفسير البحر المحيط : الأَولى جعله تفسيراً لمخالفة سواد المصحف (٤) .
وفي تفسير البحر المحيط أيضاً عن الآية ٣٦ سورة يوسف : وفي مصحف عبد الله : ( وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي ) ثريداً ( تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ) ، وهو أيضاً تفسير لا قراءة (٥) .
وبناءً على هذه التَقْدُمَة يمكننا أن نقول : إنّ الشهادة بالولاية جاءت في الأذان كناية وتفسيراً ، وذلك لنفس الظروف التي ساقت إلى عدم ذكر اسم الإمام عليّ في القرآن .
إنّها جملة « حي على خير العمل » التي تعني الولاية والإمامة ، كما في روايات أهل البيت .
ونحن قد أثبتنا في الباب الأوّل من هذه الدراسة (٦) وجود هذا الفصل في الأذان
__________________
(١) انظر شرح المعتمد ، لابن السراج القاضي / القول ١١٩ ، من اسباب اختلاف الفقهاء .
(٢) البحر المحيط ٦ : ١٠٣ .
(٣) المحرر الوجيز ٣ : ٥٢٤ .
(٤) البحر المحيط ٦ : ١٣١ .
(٥) البحر المحيط ٥ : ٣٠٨ .
(٦) المطبوع تحت عنوان « حي على خير العمل الشرعية والشعارية » .