على
عهد رسول الله ، وتأذين الصحابة وأهل البيت به ، ثمّ انفراد العامّة في العهود اللاحقة بدعوى النسخ فيه ، وذلك بعد إقرارهم بشرعيّته على عهد رسول الله ، وقد تحدّاهم السيّد المرتضى بأن يأتوه بالناسخ ولم يفعلوا ! . وهذا يعرّفنا بأنّ من
يقول بالحيعلة الثالثة « حيّ على خير العمل » يمكنه الاعتقاد برجحان الشهادة بالولاية في الأذان ، لأنّها جاءت مفسَّرة من قبل المعصومين بذلك ، فالنبيُّ والإمامُ عليٌّ والأئمّة من ولده كانوا يؤذّنون بحيّ
علي خير العمل بلا أدنى ريب ، فلا يستبعد اعتقادهم بجواز الإتيان بتفسيرها معها لا على الشطرية ، وهو الملاحظ اليوم عند المسلمين ، فالذي يعتقد بشرعية الحيعلة الثالثة يمكنه أن يُخرج الشهادة الثالثة مخرجاً شرعيّاً ، والذي لا يقول بالحيعلة
الثالثة فهو لا يقبل الشهادة بالولاية من باب الأَوْلى . نعم ، نحن لو قلنا
بتاذين الرسول وأهل البيت بها لصارت جزءاً ، وهذا ما لا نريد قوله ، وان عدم ورودها في الروايات البيانية الصادرة عن المعصومين في الأذان أو عدم فعلهم عليهمالسلام لها يوكد عدم جزئيتها لا عدم محبوبيتها ، وان الأئمة عليهمالسلام قد يكونوا تركوا اموراً جائزة أو
مستحبة تقية ، فالذي نريد أن نقوله أنّه قد ثبت بالقطع واليقين أن الأئمّة كانوا يقولون «
حيّ على خير العمل »
في اذانهم ، وثبت عنهم أيضاً بما لا يقبل الترديد أنّهم فسّروها بمعنى الولاية كما في كلام الأئمّة المعصومين كالباقر (١)
والصادق (٢) __________________ (١)
علل الشرائع ٢ : ٣٦٨ الباب ٨٩ / ح ٥ ، معاني الاخبار : ٤٢ وفيهما : قال : اتدري ما
تفسير ( حي على خير العمل ) قلت : لا . قال
: دعاك إلى البر ، اتدري بر من ؟ قلت : لا . قال
: دعاك إلى بر فاطمه وولدها . (٢)
التوحيد للصدوق : ٢٤١ ، فلاح السائل : ١٤٨ ـ ١٥٠ مناقب بن شهرآشوب ٣ : ١٠٧ .