بشكل عام شديداً ، وفي شأن البرقي بنحو خاص .
إذن الرواية عن الضعفاء واعتماد المراسيل ليسا قدحاً في الراوي أو الرواية ؛ إذ جرت سيرة المحدّثين من الفريقين في الأخذ بالحديث المرسل والضعيف ، وكذلك رواية أهل المذاهب الإسلامية الفاسدة بشرط الاعتماد .
وقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري نفسه عن عدّة من الضعفاء ، فقد روى محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن حديد (١) .
وروى أيضاً عن محمّد بن يحيى ، عنه ، عن إسماعيل بن سهل ، عن حماد ، عن ربعي (٢) .
وروى أيضاً عن محمّد بن يحيى ، عنه ، عن بكر بن صالح ، عن الجعفري (٣) .
وهذا يعني عدول القميّين عن منهجهم المتشدّد ؛ وذلك لعلمهم ـ وهم العلماء الجهابذة ـ بأن الحديثَ الضعيفَ غيرُ متروك لوجود احتمال تصحيحه بالشواهد والمتابعات والقرائن الأخرى ، وهذا معناه أنّ منهج القميين في مجال الأخبار كان شديداً في عصر من العصور ، وهو ما يجعلنا نتوقّف في أحكامهم على الرواية والرواة .
واني اثناء البحث لفت انتباهي شيء وهو خلاف ما اعرفه عن أحمد بن محمّد البرقي وأنّه من أصحاب الجواد والهادي عليهماالسلام كما هو المصرح عند الشيخ في رجاله (٤) ، لأنّ الصدوق روى في كتاب التوحيد : حدثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهما الله ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٩ / باب الرد إلى الكتاب والسنة / ح ١ .
(٢) الكافي ٢ : ٤٢٧ ، باب الاعتراف بالذنوب / ح ٧ .
(٣) الكافي ٦ : ٣٣٨ ، باب البان الابل / ح ١ ، وانظر ج ٦ : ٣٨٠ باب فضل الماء / ح ١ .
(٤) رجال الشيخ : ٣٧٣ / الرقم ٥٥٢١ و ٣٨٢ / الرقم ٥٦٤٥ .