ودين آبائي ، وهو الحقّ كله (١) ، وعن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٢) .
وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم قائلاً : من أصحاب أبي الحسن موسى ، مولى علي بن يقطين ، طعن عليه القميّون ، وهو عندي ثقة (٣) .
وعنون له في الفهرست قائلاً : مولى آل يقطين ـ إلى أن قال ـ وقال أبو جعفر بن بابويه [ محمّد بن علي بن الحسين ] : سمعت محمّد بن الحسن بن الوليد رحمهالله يقول : كُتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات ، كلها صحيحة يعتمد عليها ، إلّا ما يتفرّد به محمّد بن عيسى بن عبيد (٤) عن يونس ولم يروه غيره ، فإنّه لا يُعتَمدُ عليه ولا يُفتَى به (٥) .
قال أبو عمرو الكشي : فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها القميّون في يونس ، وليعلم أنّها لا تصحّ في العقل ، وذلك أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعلي بن حديد ، قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس ، ولعلّ هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه ، ومن علي مداراةً لأصحابه ، فأمّا يونس بن بهمن : فمِمَّن كان أخذ عن يونس بن عبد الرحمن أن يُظهر له مثلبة فيحكيها عنه ، والعقل ينفي مثل هذا ، إذ ليس في طباع النّاس إظهار مساويهم بألسنتهم على نفوسهم ، وأمّا حديث الحجّال الذي رواه أحمد بن محمّد فإنّ أبا الحسن عليهالسلام أجلّ خطراً وأعظم قدراً من أن يسبّ أَحداً صراحاً ، وكذلك آباؤه عليهمالسلام من قبله وولده من بعده ، لأنّ الرواية عنهم بخلاف هذا ، إذ كانوا قد نهوا عن
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٧٨٠ / الرقم ٩١٥ .
(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٨٠ / الرقم ٩١٦ ، وانظر ٩١٣ ، عن أحمد بن أبي خلف قريباً منه .
(٣) رجال الشيخ : ٣٦٨ / الرقم ٥٤٧٨ .
(٤) تكلمنا سابقاً بعض الشيء عن العبيدي ، وهو راوي الخبر الانف عن يونس فتأمل .
(٥) الفهرست : ٢٦٦ / الرقم ٨١٣ .