مثله ، وحثّوا على غيره ممّا فيه الزين للدين والدنيا (١) .
هذا ، وقد حدّث محمّد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر بن عيسى ما كان يلاقيه يونس من الناس آنذاك ، فقال جعفر بن عيسى : كُنا عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام وعنده يونس بن عبد الرحمن إذ استاذن عليه قوم من أهل البصرة ، فأومئ أبو الحسن [ الرضا ] إلى يونس : ادخل البيت ـ فإذا بيت مسبل عليه ستر ـ وإيّاك أن تتحرّك حتّى يؤذنَ لك ، فدخل البصريّون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس ، وأبو الحسن مطرق ، حتّى إذا اكثروا وقاموا فودّعوا وخرجوا : أذن ليونس بالخروج ، فخرج باكياً فقال : جعلني الله فداك ، أنا أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند أصحابي ! ! فقال له أبو الحسن عليهالسلام : يا يونس ، وما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضياً ، يا يونس حدّث الناس بما يعرفون ، واتركهم ممّا لا يعرفون ، كأنّك تريد أن تكذب على الله في عرشه .
يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درّة ثمّ قال الناس : بعرة ، أو بعرة فقال الناس : درة ، هل ينفعك ذلك شيئاً ؟
فقلت : لا .
فقال : هكذا أنت يا يونس ، إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضياً لم يضرك ما قال الناس (٢) .
وعن أبي جعفر البصري ـ وكان ثقةً فاضلاً صالحاً ـ قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا فشكى إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة ؟
فقال الرضا عليهالسلام : دارِهِمْ فإنّ عقولهم لا تبلغ (٣) .
وعن الفضل بن شاذان ، قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي ـ وكان خيرَ قمّيٍّ
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٧٨٨ / الرقم ٩٥٤ .
(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٨١ / الرقم ٩٢٤ .
(٣) رجال الكشي ٢ : ٧٨٣ / الرقم ٩٢٩ .