وقد نقلنا سابقاً ما حكاه صاحب « الروض النضير » عن كتاب السنام للزيدية ، وما قاله ابن عربي في « الفتوحات » (١) ، وما روي « في من لا يحضره الفقيه » (٢) ، و « الاستبصار » (٣) ، وما جاء في كتاب « الأذان بحي على خير العمل » للحافظ العلوي (٤) ، من أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بلالاً أن يؤذّن بها فلم يزل يؤذن بها حتى قبض الله رسوله .
وفي « علل الشرائع » عن عكرمة ، قال : قلت لابن عباس : أخبرني لأيّ شيء حذف من الأذان « حي على خير العمل » ؟ قال : أراد عمر بذلك ألا يتّكل الناس على الصلاة ويَدَعُوا الجهادَ ، فلذلك حذفها من الأذان (٥) .
وفي كتاب « الأحكام » ـ من كتب الزيدية ـ قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه : وقد صحّ لنا أنّ « حي على خير العمل » كانت على عهد رسول الله يؤذّن بها ولم تطرح إلّا في زمن عمر بن الخطاب ، فإنّه أمر بطرحها وقال : أخافُ أن يتّكل الناس عليها ، وأمر بإثبات « الصلاة خير من النوم » مكانها (٦) .
وعن الباقر ، قال : كان أبي علي بن الحسين يقول : كانت في الأذان الأول ، فأمرهم عمر فكفّوا عنها مخافة أن يتثبّط الناس عن الجهاد ويتّكلوا ، أمرهم فكفّوا عنها (٧) .
وعن الإمام زيد بن علي أنّه قال : ممّا نقم المسلمون على عمر أنّه نحّى من النداء
__________________
(١) الفتوحات المكية ١ : ٤٠٠ .
(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٨٤ / ح ٨٧٢ .
(٣) الاستبصار ١ : ٣٠٦ / ح ١١٣٤ .
(٤) الأذان بحي على خير العمل : ٩١ .
(٥) علل الشرائع ، للصدوق ٢ : ٣٦٧ / باب ٨٩ نوادر علل الصلاة .
(٦) الاحكام ١ : ٨٤ .
(٧) الأذان بحي على خير العمل : ٧٩ .