عن عمران بن الحصين في الصحيح ، قال : بعث رسول الله سريّة وأمّر عليها علي بن أبي طالب ، فأحدث شيئاً (١) في سفره ، فتعاقد أربعة من أصحاب محمّد أن يذكروا أمره إلى رسول الله .
قال عمران : وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله فسلمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم ، فقال : يا رسول الله إنّ عليّاً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه .
ثم قام الثاني ، فقال : يا رسول الله إن عليّاً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه .
ثم قام الثالث ، فقال : إن عليّاً فعل كذا وكذا .
ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله إن عليّاً فعل كذا وكذا .
فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيّر وجهه ، فقال : دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (٢) .
فتأمّل في جملة « دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً » ، وهو معنى آخر لقوله صلىاللهعليهوآله فيما رواه مسلم في الصحيح : « أذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي ، أُذكركم الله في أهل بيتي » ، لأنّه صلىاللهعليهوآله كان يعلم بأنّ القوم يبغضون عليّاً ويوشُونَ به في حياته صلىاللهعليهوآله فكيف بعد مماته ، وان جملته : « إنّه منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي » تحمل معانيَ كثيرة وعالية .
وممّا يؤكّد تنصيص النبيّ على عليّ وأهل بيته ومحاولة بعض الصحابة بالنيل منه عليهالسلام هو ما جاء عن الإمام الكاظم من قوله : إنّ عمر لا يريد الحث على الولاية والدعوة إليها ، وقد اتّضح لك سابقاً بأنّ جملة « حيّ على خير العمل » ليس لها
__________________
(١) وهو أنّه عليهالسلام كان قد اصطفى جارية من خمس السبي .
(٢) مسند أحمد ٤ : ٤٣٧ / ح ١٩٩٤٢ ، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ٢ : ٦٠٥ / ح ١٠٣٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ١٩٧ والمتن منه ، البداية والنّهاية ٧ : ٣٤٥ .