بأنّ رسـولَ اللهِ أحمـدَ جدُّنا |
|
ونحن بَنُـوهُ كالنجومِ الطوالعِ (١) |
قال ابن اسفنديار في تاريخ طبرستان عن المتوكّل : وإنّه كان مولعاً بقتل آل الرسول ، كما كان المترفون مولعين بالعبيد والملاهي .
وقد جاء في تاريخ بغداد في ترجمة ( الحسن بن عثمان الزيادي ) أنّ المتوكّل وجّه من سامراء بسياط جدد ، وأمر بضرب عيسى بن جعفر بن محمّد بن عاصم ـ صاحب خان عاصم ـ ألف سوط ، لأنّه شهد عليه الشاهدون أنّه يشتم أبا بكر وعمر ويقذف عائشة ، فضرب بالسياط وترك في الشمس حتى مات ، ثم رُمي به في دجلة (٢) .
وفي معالم العلماء في ترجمة علي بن محمّد بن عمار البرقي ، وهو من شعراء أهل البيت المجاهرين ، قال : حرقوا ديوانه وقطعوا لسانه (٣) .
فإذا كان المتوكّل يقطع لسان شاعر ينشد في فضل علي ، أو يضرب ألف سوط لشتم أبي بكر وعمر ، ويهدم قبر الحسين ، فهل من المعقول أن يسمح في الاجهار بولاية علي من على المآذن ؟ الجواب : لا وألف لا ، فالكلّ تراهم سكوتاً ، لكنّ الشهادة بفضلهم ـ كناية أو تصريحاً ـ من الأوّليات في كلّ جامع .
والمتامل في تاريخ الشيعة يقف على شدّة الخوف الذي كان يحيط بهم ، فكانوا يخافون حتّى من أصدقائهم ، وقد نقل ياقوت الحموي في ترجمة عمر بن إبراهيم ـ المتوفّى ٥٣٩ هـ ، وهو من أحفاد الإمام زيد الشهيد ـ أنّه لم يُطْلِعِ السمعاني الحنفيّ المذهب على الجزء المصحّح بالأذان بحيّ على خير العمل ، وأخذه منه وقال له : هذا
__________________
(١) اُنظر : ديوان عليّ الحمّاني ٨١ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٥١٠ وفيه : « عليهم » بدل : « تراه » .
(٢) انظر تاريخ بغداد ٧ : ٣٥٧ ، تاريخ دمشق ١٣ : ١٣٥ ، المنتظم ١١ : ٢٨٣ .
(٣) معالم العلماء : ١٨٢ ، وأعيان الشيعة ٨ : ٣٢٨ .