٨ ـ إنّ معنى الحيعلة الثالثة تعني الولاية كما جاء صريحاً في كلام الأئمة الباقر ، والصادق والكاظم عليهمالسلام .
٩ ـ إنّ فتح معنى « حيّ على خير العمل » محبوبٌ عند الأئمة كما جاء في كلام الإمام الكاظم لأنّ كلامه عليهالسلام ناظر إلى رفعه من قبل عمر بن الخطاب .
١٠ ـ وجود الحيعلة الثالثة في الأذان الأوّل ـ أي في الإسراء ـ كما جاء في كلام الإمام السجاد عليهالسلام ، وقد عضّدنا ذلك بروايات الكليني في الكافي والصدوق في العلل تدل على وجود اسم الإمام علي عندما خلق السماوات ، وهم اول أهل بيت نوه الله باسمائهم .
كلّ هذه النقاط تعلن بوضوح عن سرّ جعل دليل الشهادة بالولاية لعلي كنائيّاً من قبل الشارع ؛ لأنّ القوم كانوا يقابلون الأدلّة الكنائية المختصة بالإمامة بالحذف والتحريف ، فكيف بالأدلّة الصريحة والواضحة ؟ ! إنّهم كانوا لا يرتضونها من باب الأولى . وقد وقفت على كلام الإمام عليّ للزهراء : أتحبّين أن تزول دعوة أبيك من الدنيا ؟ ! فقالت : لا ، فقال عليهالسلام : هو ما أقول لكِ .
وعليه فإنّ في الأذان فصلاً ثابتاً دالّا على الولاية وهي الحيعلة الثالثة ، لكنّ الظروف لم تسمح بتفسيره والحثّ عليه ، وإن سمحت فمن الجائز الاتيان بتفسيرها معها لا على أنّها جزءاً من الأذان ، وإنّ عدم ذكر الشهادة بالولاية صريحاً في الأذان هو مثل عدم ذكر الإمام علي صريحاً في القرآن ، لأنّ القوم لا يطيقون أن يسمعوا الشهادة للرسول بالنبوة ، فكيف يرضون سماع الشهادة لعلي بالولاية ؟ !
وقد اوضحت السيده
فاطمة الزهراء في خطبتها في المسجد هذه الحقيقة بأن القوم جدّوا لكتمان الحق بعد الصدع به ، لقولها وهي تعرف القوم : «
منكرة لله مع عرفانها » وأنّهم اسروا
بمفاهيم الدعوة بعد اعلانها وكتموا الحق بعد معرفته لقولها عليهاالسلام : واسررتم بعد الاعلان » وفي هذين النصين معنى ظريف وتنبيه عظيم