الحضرمي وكليب الاسدي على التقيّة ؛ لقوله بعدم البأس بالإتيان بـ « الصلاة خير من النوم » مرّتين تقيةً .
ويؤكّد احتمال التقية ما رواه الشيخ في التهذيب (١) والاستبصار (٢) والذي ليس فيه هذه الزيادة ، ممّا يؤكّد بأن ما قاله الشيخ الصدوق كان للتقية .
ولا يخفى أنّ ما جاء في بعض الأخبار عن الإمام الباقر أو الصادق عليهماالسلام من أنّهما كانا يؤذّنان بالصلاة خير من النوم لا يمكن جعله دليلاً على الكلام الآنف ؛ لأنّهما كانا يأتيان بذلك للإشعار والإعلام ـ حسب ما صُرِّح في بعض الأخبار (٣) ـ لا على أنّه من فصول الأذان ، وهي محمولة على التقية (٤) ، وهذا يختلف عن قول الشيخ بعدم الباس وخصوصاً بعد « حي على خير العمل » ، فإن قوله هذا يخضع لملابسات نذكرها في الوقفة الثالثة عشر إن شاء الله تعالى .
الثالثة : إنّ الجروح التي تصدر عن القميّين لا يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها ـ إذا ما انفردوا بها ـ لأنّها قد تكون لمجرّد التشدّد ، أو لتصوّرهم فساد عقيدة الراوي حيث يروي حديثاً لا يعتقدون به ، وكلاهما ليس بشيء .
قال الوحيد البهبهاني : ثمّ اعلم أنّه [ أحمد بن محمّد بن عيسى ] وابن الغضائري ربّما ينسبان الراوي إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً بعد ما نسباه إلى الغلو وكأنّه لروايته ما يدلّ عليه ، ولا يخفى ما فيه (٥) .
وقال الوحيد في حاشيته على مجمع الفائدة والبرهان : وقد حقّقنا [ في تعليقاتنا ] على رجال الميرزا ضعف تضعيفات القميّين ، فإنّهم كانوا يعتقدون ـ بسبب
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٦٠ / ح ٢١١ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤١٦ / ح ٦٩٧٠ .
(٢) الاستبصار ١ : ٣٠٦ / ح ١١٣٥ .
(٣) التهذيب ٢ : ٦٣ / ح ٢٢٢ ، الاستبصار ١ : ٣٠٨ / ح ١١٤٦ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤٢٧ .
(٤) انظر كشف اللثام ٣ : ٣٨٦ والحدائق الناضرة ٧ : ٤٢٠ .
(٥) الفوائد الرجالية : ٣٩ .