جوهر بالزيادة عقب الخطبة : اللّهم صلّ على محمّد المصطفى ، وعلى عليّ المرتضى ، وعلى فاطمة البتول ، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللّهم صل على الأئمة الطاهرين . . (١) .
فالإعلان بتفضيل عليّ على غيره (٢) ، والجهر بالصلاة عليه ـ بعد ابن عمّه ـ وعلى فاطمة وعلى الحسن والحسين (٣) ، وكذا الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (٤) ، وحيّ على خير العمل (٥) ، والصلاة على الخمسة أهل الكساء (٦) ، كلّها اُمور تصحيحية تبنّاها الفاطميون .
والشيعة آنذاك كانوا يهتمون بتطبيق ما هو الاهم تاركين ما هو المهم .
ولا ينكر الشيخ المفيد ولا غيره من فقهائنا بأنّ الصلاة على محمّد وآله قد جاءت في التشهّد ، والتسليم ، وخطبة صلاة الجمعة ، وفي غيرها من عشرات الموارد التي سنذكرها لاحقاً إن شاء الله تعالى (٧) ، فكان اعتقاد فقهاء الإمامية هو أنّ عمل هؤلاء كاف للحفاظ على الشـرعية والشعارية في أمر الولاية في مثل هذه الأمور .
وقد مرّ عليك سابقاً بأنّ الشيعة ـ في سنة ٣٤٧ هـ ـ زادوا في حلب « حيَّ على خير العمل محمّد وعلي خير البشر » (٨) ، وضربوا على دنانيرهم : « لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فاطمة الزهراء ، الحسن ،
__________________
(١) وفيات الاعيان ١ : ٣٧٩ ، تاريخ الخلفاء : ٤٠٢ .
(٢) المواعظ والاعتبار ٢ : ٣٤٠ ، وفيات الاعيان ١ : ٣٧٩ ، تاريخ الخلفاء : ٤٠٢ .
(٣) المواعظ والاعتبار ٢ : ٣٤٠ ، وفيات الاعيان ١ : ٣٧٩ ، تاريخ الخلفاء : ٤٠٢ .
(٤) وفيات الاعيان ١ : ٣٧٥ ، اخبار بني عبيد ١ : ٨٤ ، شذرات الذهب ٣ : ١٠٠ .
(٥) انظر مصادر ذلك في كتابنا « حي على خير العمل الشرعيّة والشعاريّة » .
(٦) تاريخ الخلفاء : ٤٠٢ .
(٧) كان من المقرر بحثها لكنا تركناها خشية الاطالة .
(٨) خطط المقريزي ٢ : ٢٧١ ـ ٢٧٢ .