اللّهمّ انصره نصراً عزيزاً و . . . (١) .
وقال أيضاً : فليقل في التشهّد والسلام الأخير : بسم الله وبالله والحمد لله . . . أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله بالحقّ بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة ، أشهد أنّ ربّي نعم الربّ ، وأنّ محمّداً نعم الرسول ، وأنّ الجنة حقّ ، والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وبارك على محمّد وآل محمّد ، وارحم محمّداً وآل محمّد ، وتحنّن على محمّد وآل محمّد ، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحّمت وتحنّنت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، السلام عليك أيُّها النبّي ورحمة الله وبركاته . ويومئُ بوجهه إلى القبلة ويقول : السلام على الأئمّة الراشدين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (٢) .
وعلى ضوء ما تقدّم قد يترجّح القول بمحبوبية الشهادة الثالثة في الأذان عند الشيخ المفيد قدسسره ، وذلك لوجودها في التشهّد والتسليم وافتتاح الصلاة ، وللعمومات الموجودة في الشريعة ، ولأنّ ذكر عليّ عبادة لا يخلّ بالأذان ، ولكون الشيعة لا يأتون بها على نحو الجزئية ، كلّ ذلك مع معرفتك بالظروف الاستثنائية التي كانت تحيط به رحمهالله .
ويمكننا بلا ترديد أن نحتمل احتمالاً معقولاً بأنّ الشيخ المفيد يفتي بجواز الشهادة الثالثة في الأذان ، ولذلك قرينتان ، بل دليلان .
الأُولى : إنّ الشهادة الثالثة كان يؤذَّن بها في عهده في الشام (٣) ، وبغداد (٤) ،
__________________
(١) المقنعة : ١٣٠ / من نفس الباب .
(٢) المقنعة : ١١٣ / من نفس الباب .
(٣) سير اعلام النبلاء ١٥ : ١١٦ ، تاريخ الخلفاء : ٤٠٢ ، البداية والنهاية ١١ : ٢٨٤ ، زبدة الحلب ١ : ١٥٩ .
(٤) نشوار المحاضرة ٢ : ١٣٣ .