آل الرسول ، مع أنّها لغةً يصحّ إطلاقها على كُلّ من أَمَّ جماعة قوم ؛ حقّاً أو باطلاً ، وحسبك قوله تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) (١) ، وقوله تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) (٢) ، فهذا لا يمنع من استعمالها في خُصوص الإمام المعصوم ومعرفة غير الإمامية بذلك ، بعد استقرار استعمالهم لها في ذلك ، حتّى صارت مصطلحاً في الإمام المعصوم ، بحيث لا يتبادر للذهن عند استعمالنا لها إلّا ذلك ، ولو أردنا استعمالها في غير ذلك لزم علينا نصب قرينة مقالية أو حالية ، وكذلك بالضبط لفظ « المولى » و « الوليّ » .
ومن الطريف أن أنقل هنا قصّة حدثت لأحد أعلامنا في القرن الأخير وهو السيّد الكلبايكاني رحمهالله ، حيث إنّ الاشتراك اللفظي في كلمة « الولي » قد أنقذه من الفتك به وبالحجاج الشيعة في بلد الله الحرام ؛ إِذ شرح هو قصته في كتابه ( نتائج الأفكار في نجاسة الكّفار ) فقال : وقد وقعت ـ في المرّة الأولى من تشرّفي لحجّ بيت الله الحرام ـ قضية لطيفة يناسب ذكرها في المقام ، وهي : إنّه عندما تشرّفنا بالمدينة الطيّبة لزيارة قبر النبيّ الأقدس وقبور الأئمة عليهمالسلام ، فقد سمحت لنا الظروف وساعدنا الأمر فكنّا نصلّي بالناس جماعة في مسـجد النـبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأذّن مـؤذّننا وأجهـر بشـهادة الولايـة ، فأفضى المخبِر الدوليّ هذه القضية إلى قاضي القضاة وأخبره أنّ مؤذّن جماعة الشيعة قال في أذانه : « أشهد أنّ عليّاً ولي الله » ، ولكنّ القاضي أجابه : وأنا أيضاً أقول : « أشهد أنّ عليّاً وليّ الله » ! فهل أنت تقول : « أشهد أنّ عليّاً عدو الله » ؟ ! فأجابه بقوله : لا والله وأنا أيضاً أقول أنّه ولي الله ، وعلى الجملة فقاضيهم أيضاً قد صَرَّح بأن نقول أنّه وليّ الله ، غاية الأمر أنّا لا نقول به في الأذان ، وبذلك فقد قضى على الأمر وأُطفِئت نار الفتنة (٣) .
__________________
(١) الأنبياء : ٧٣ .
(٢) القصص : ٤١ .
(٣) نتائج الأفكار في نجاسة الكفّار : ٢٤٣ بقلم الشيخ علي الكريمي الجهرمي .