|
الشهادة . أضف إلى ذلك : أنّها لو كانت جزءاً من الأذان لنقل ذلك عن المعصوم عليهالسلام ولفعله ولو مرّة واحدة ، مع أنّ الروايات الحاكية للأذان خالية عن ذلك بتاتاً . نعم ، قد يقال : إنّ رواية الاحتجاج تدلّ عليه بصورة العموم ، فقد روى الطبرسي في الاحتجاج عن القاسم ابن معاوية ، عن الصادق عليهالسلام « أنّه إذا قال أحدكم : لا إله إلّا الله محمّد رسول ، فليقل : علي أمير المؤمنين » (١) ، لكنّها لضعف سندها غير صالحة للاستدلال إلّا بناءً على قاعدة التسامح ، ولا نقول بها كما عرفت . ولعلّ ما في البحار من كون الشهادة من الأجزاء المستحبة (٢) مستند إلى هذه الرواية ، أو ما عرفته من شهادة الصدوق والشيخ وغيرهما بورود النصوص الشاذّة . هذا ، ولكنّ الذي يهوّن الخطب أنّنا
في غنى من ورود النص ، إذ لا شبهة في رجحان الشهادة الثالثة في نفسها بعد أن كانت الولاية من متمّمات الرسالة ومقوّمات الإيمان ، ومن كمال الدين بمقتضى قوله تعالى : ( الْيَومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
) (٣)
، بل من الخمس التي بني عليها الإسلام ، ولا سيّما وقد أصبحت في هذه الأعصار من أجلى أنحاء الشعار وأبرز رموز التشيع وشعائر مذهب الفرقة الناجية ، فهي إذن أمر مرغوب |
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ٣٦٦ / ٦٢ .
(٢) البحار ٨١ : ١١١ .
(٣) المائدة ٥ : ٣ .