وفي علم الإمام بمنطق الطير والحيوانات ذكر الصفار ٤٣ (١) حديثاً في ثلاثة أبواب ،كان لأحمد بن محمّد البرقي ١٦ حديثاً منها .
وأنّ الأعمال تعرض على رسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام احياءً كانوا أم امواتا (٢) ، إلى غيرها من الاخبار الدالة على المكانات العالية للأئمّة .
إنّ رواية هكذا أحاديث معرفيّة في العترة المعصومة عن رواة من أهل قمّ يؤكد بأنّهم كانوا مستعدّين لقبول مقامات الأئمّة ونقلها وروايتها ، وأنّ ما رواه أحمد بن محمّد البرقي عن مشايخه ليؤكّد على تقبّل القميين لمثل هكذا أخبار ، وأنّها ليست بغلوّ في اعتقادهم ، وهو الآخر يوضّح بأنّ إخراج أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري لأحمدَ بن محمّد بن خالد البرقي لم يكن لما طرحه من عقائد في كتابه بل لأمور أخرى ، كالقضايا السياسية المطروحة آنذاك ، ولظروف التقية القاهرة التي كانت تحيط به ـ والتي سنوضح بعض معالمها لاحقاً ـ ولكونه هو الوحيد في مشايخ قمّ الذي كان له ارتباط مع السلطان (٣) وان ابن عيسى بارتباطه بالحاكم كان يريد تقديم خدمة شرعية جليلة لمدينة قم ، وقد حققها بالفعل .
والمطالع بمقارنة بسيطة بين كتاب « بصائر الدرجات » للصفار « والمحاسن » للبرقي يقف في كتاب البصائر على روايات أشدّ ممّا في المحاسن ، فلماذا يُطِردُ أحمدُ ابن محمّد بن عيسى الأشعريُّ ، أحمد بن محمّد البرقيَّ ولا يطرد الصفارَ الّذي روى عن البرقي ؟ لا يمكن الجواب عن ذلك إلّا بما قلناه الآن وبما سنوضحه لاحقاً .
__________________
(١) انظر الجزء السابع / الباب ١٤ و ١٥ و ١٦ من صفحة ٣٤١ إلى ٣٥٤ .
(٢) انظر الجزء التاسع / الباب ٤ و ٥ و ٦ و ٧ و ٨ و ٩ و ١٠ من صفحة ٤٢٤ إلى ٤٣٨ .
(٣) فهرست مصنفات اصحابنا المعروف برجال النجاشي : ٨٢ / ت ١٩٨ ، خلاصة الاقوال ، للعلّامة : ٦٤ / ت ٦٧ .