الشيخ المفيد : أنّهم ليسوا بأصحابِ نظر وتفتيش ولا فكر في ما يروونه ولا تمييز (١) .
وقال أيضاً في رسالة ( عدم سهو النبي ) : فليس يجوز عندنا وعند الحشوية المجيزين عليه السهو أن يكذب النبي صلىاللهعليهوآله متعمّداً ولا ساهيأ (٢) .
وقد اتّبع السيّد المرتضى أُستاذه في ردّ المحدثين فكتب رسائل في ذلك كرسالة الرد على أصحاب العدد ، ورسالة في إبطال العمل بأخبار الآحاد ، واتّهم القميين كافّة بالتجسيم ، إذ قال :
أنّ القمّيّين كلّهم من غير استثناء لأحد منهم ـ إلّا أبا جعفر ابن بابويه ـ بالأمس كانوا مشبِّهةً مجبِّرةً ، وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك وتنطق به ، فليتَ شعري أيُّ رواية تخلص وتسلم من أن [ لا ] يكون في أصلها وفرعها واقفٌ ، أو غال ، أو قمي مشبهٌ ، والاختبار بيننا وبينهم التفتيش ، ثمّ لو سَلِمَ خبرُ أحدهم من هذه الأُمور ، لم يكن راويه إلّا مقلدٌ بحت معتقدٌ لمذهبه بغير حجّة ودليل (٣) . . . .
وقد كتب العلّامة الفتوني العاملي المتوفى ١١٣٨ هـ رسالة باسم ( تنزيه القمّيّين ) في جواب السيّد المرتضى ، وقد طبعت هذه الرسالة في مجلة تراثنا ، العدد ( ٥٢ ) ، الرابع للسنة الثالثة عشر / شوال ١٤١٨ هـ .
وقد سمّى الشيخ المفيد في الفصول المختارة هؤلاء الشيعة : . . . جماعة من معتقدي التشيّع غير عارفين في الحقيقة ، وإنّما يعتقدون الديانة على ظاهر القول ، بالتقليد والاسترسال دون النظر في الأدّلة والعمل على الحجّة . . . (٤) .
__________________
(١) هذا هو كلام الشيخ المفيد في المسائل السروية ، المسألة الثامنة : ٧٢ .
(٢) عدم سهو النبي صلىاللهعليهوآله : ٢٣ المطبوع ضمن مصنفات المفيد / ج ١٠ .
(٣) رسائل المرتضى ٣ : ٣١٠ .
(٤) الفصول المختارة : ١١٢ طبع ضمن مصنفات المفيد / ج ٢ .