والتنقيب العالي ، فمن اعتمده القميون فقد جاوز القنطرة (١) .
هذا وقد عدّ الرجاليون اعتماد القمّيّين وروايتهم عن شخص ، أحدَ أسباب المدح والقوة وقبول الرواية (٢) .
* قال النجاشي : إبراهيم بن هاشم ، أبو إسحاق القمّي ، أصله كوفي انتقل إلى قم . . . (٣)
وأضاف الشيخ في الفهرست : وأصحابنا يقولون : إنه أوّل من نشر حديث الكوفيين بقمّ ، وذكروا أنّه لقي الرضا (٤) .
قال السيّد الخوئي في المعجم : لا ينبغي الشك في وثاقة إبراهيم بن هاشم ويدل على ذلك عدة امور :
منها : أنّه أوّل من نشر حديث الكوفيين بقمّ ، والقمّيّون قد اعتمدوا على رواياته ، وفيهم من هو مستصعب في أمر الحديث ، فلو كان فيه شائبة الغمز لم يكن يتسالم على أخذ الرواية عنه وقبول قوله (٥) .
* ومثله الكلام عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، أبي إسحاق ( صاحب الغارات ) ، قال عنه المجلسي الأوّل في شرح مشيخة الفقيه : أصله كوفيّ ، وانتقل أبو إسحاق هذا إلى إصفهان وأقام بها ، وكان زيديّاً أوّلاً ، ثمّ انتقل إلينا ، ويقال : إن جماعة من القميين ـ كأحمد بن محمّد بن خالد ـ وفدوا إليه وسألوه الانتقال [ إلى قم ] فأبى .
وكان سبب خروجه من الكوفة أنّه عمل كتاب ( المعرفة ) وفيه المناقب المشهورة والمثالب ، فاستعظمه الكوفيّون وأشاروا عليه بأن يترك الكتاب ولا يخرجه للناس ،
__________________
(١) انظر كلام المحقق البحراني في الحدائق الناضرة ٣ : ٣٥٤ وصاحب الجواهر في جواهره ٤ : ٨ .
(٣) منتهى المقال ١ : ٩١ ، عدة الرجال ١ : ١٣٤ .
(٤) فهرست مصنفات اصحابنا المعروف برجال النجاشي : ١٦ / ت ١٨ .
(٥) الفهرست : ٣٥ / ت ٦ .
(٦) معجم رجال الحديث ١ : ٢٩١ .