فقال : أي البلاد أبعد من الشيعة ؟
فقالوا : أصفهان ، فحلف : لا أروي هذا الكتاب إلّا بها ، فانتقل إليها ، ورواه بها (١) .
قال الذهبي في ترجمة إبراهيم الثقفي : بَثَّ الرَّفْضَ ، وطلَبَهُ أهلُ قمّ ليأخذوا عنه فامتنع ، ألّف في المغازي ، وخبر السقيفة ، وكتاب الردّة ، ومقتل عثمان ، وكتاب الشورى ، وكتاب الجَمَل وصفّين ، وسيرة عليّ ، وكتاب المصرع وغيرها (٢) .
قال الوحيد البهبهاني في تعليقته على منهج المقال : إنّ معاملة القميّين المذكورة ربّما تشير إلى وثاقته ، يُنَبِّهُ على ذلك ما يأتي في إبراهيم بن هاشم (٣) .
* وقال التستري في القاموس عن محمّد بن عبد الله الهاشمي : عنونه النجاشي قائلاً : له كتاب يرويه القميّون . . . وهو يدل على حسنه ، لأنّ مسلكهم التدقيق ، ولولا أنّ غرضه ذلك لما خصّ روايته بهم (٤) .
هذا بعض الشيء عن منهج الرجاليين في التعديل فتراهم يوثّقون شخصاً لأنّه « أول من نشر أخبار الكوفيّين بقم » أو « أنّ أهل قمّ دعوه » ، أو « له كتاب يرويه القميون » ويعتبرون أمثال هذه النصوص توثيقاً لهؤلاء الرجال أو مشعرة بالتوثيق ، في حين أنّك لو رجعت إلى أقوال الرجاليين كالكشي ، والنجاشي ، والشيخ ، وغيرهم فلا تراهم يصرّحون بتوثيق إبراهيم بن هاشم ، وإبراهيم الثقفي ، ومحمّد ابن عبد الله الهاشمي وغيرهم إلّا من خلال تلك القاعدة العامة المذكورة المأخوذ بها عند الرجاليّين شيعة وسنة ، فإنّ هؤلاء يأخذون بتوثيق المتشدد ، لأنّه جاء وفق استقراء وتتبّع ، ويتركون الاعتناء بجروحه إلّا أن تكون تلك الطعون نصوصاً
__________________
(١) روضة المتقين ١٤ : ٣٦ .
(٢) تاريخ الإسلام للذهبي ٢١ : ١١٢ ـ ١١٣ .
(٣) انظر تعليقة البهبهاني ( منهج المقال ) ١ : ٣٥٠ .
(٤) قاموس الرجال ٩ : ٣٩٣ .