(ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) من السماء والأرض كيف أحاطت بهم لأنهم كيف ما نظروا عن يمين وشمال ووراء وأمام رأوهما محيطتين بهم ، أو ما بين أيديهم : من هلك من الأمم الماضية في أرضه.
(وَما خَلْفَهُمْ) من أمر الآخرة في سمائه.
(كِسَفاً) عذابا ، أو قطعا إن شاء عذب بسمائه ، أو بأرضه. فكل خلقه له جند.
(مُنِيبٍ) مجيب ، أو مقبل بتوبته ، أو مستقيم إلى ربه ، أو مخلص بالتوحيد.
(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) [سبأ : ١٠].
(فَضْلاً) نبوة ، أو زبورا ، أو قضاء بالعذاب ، أو فطنة وذكاء ، أو رحمة الضعفاء ، أو حسن الصوت ، أو تسخير الجبال والطير.
(أَوِّبِي) سبحي معه أو سيري ، والتأويب سير النهار كله ، أو سير الليل كله ، أو سير النهار كله دون الليل. أو رجّعي معه إذا رجع.
(وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) فكان يعمل به كالعمل بالطين لا يدخله النار ولا يعمل بمطرقة.
(أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سبأ : ١١].
(سابِغاتٍ) دروعا تامة. إسباغ النعمة تمامها.
(وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) عدل المسامير في الحلق فلا تصغرها فتسلس ولا تعظم المسمار وتصغر الحلقة فتنقصم الحقلة ، أو لا تجعل الحلق واسعة فلا تقي صاحبها. والسرد المسامير التي في الحلق من سرد الكلام سردا إذا تابع بينه ومنه قول الرسول صلىاللهعليهوسلم ثلاثة سرد وواحد فرد ، أو النقب الذي في الحلق فكان يرفع كل يوم درعا يبيعها بستة آلاف درهم ألفان لأهله وأربعة آلاف يطعم بها بني إسرائيل خبز حواري.
(وَاعْمَلُوا صالِحاً) قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، أو جميع الطاعات.
(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) [سبأ : ١٢].
(غُدُوُّها) إلى نصف النهار شهر.
(وَرَواحُها) إلى آخره شهر في كل يوم شهران. قال الحسن : كانت تغدوا من دمشق فيقيل بإصطخر وبينهما مسيرة شهر للمسرع وتروح فيبيت بكابل وبينهما شهر للمسرع.
(عَيْنَ الْقِطْرِ) سال له القطر من صنعاء اليمن ثلاثة أيام. كما يسيل الماء ، أو هي عين