(عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) حمية وفراق أو تعزز واختلاف أو أنفة وعداوة.
(كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) [ص : ٣].
(مِنْ قَرْنٍ) من أمة والقرن : زمان مدته عشرون سنة ، أو أربعون ، أو ستون ، أو سبعون ، أو ثمانون ، أو مائة ، أو عشرون ومائة.
(وَلاتَ) بمعنى لا ، أو ليس ولا يعمل إلا في الحين خاصة أي ليس حين ملجأ ، أو مغاث ، أو زوال ، أو فرار ، والمناص : مصدر ناص ينوص والنوص والبوص التأخر وهو من الأضداد ، أو بالنون التأخر وبالباء التقدم كانوا إذا أحسوا في الحرب بفشل قال بعضهم لبعض مناص أي حملة واحدة ينجوا فيها من ينجو ويهلك من يهلك فمعناه أنهم لما عاينوا الموت لم يستطيعوا فرارا من العذاب ولا رجوعا إلى التوبة.
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) [ص : ٥].
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) لما أمرهم بكلمة التوحيد قالوا أيسع لحاجتنا جميعا إله واحد.
(عُجابٌ) عجيب كطوال وطويل وقال الخليل : العجيب والطويل ماله مثل والعجاب والطوال مالا مثل له.
(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ) [ص : ٦].
(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ) الانطلاق الذهاب بسهولة ومنه طلاقة الوجه الملأ عقبة بن أبي معيط أو أبو جهل أتى أبا طالب في مرضه شاكيا من الرسول صلّى الله عليه سلم ثم انطلق من عنده حين يئس من كفه.
(أَنِ امْشُوا) اتركوه واعبدوا آلهتكم ، أو امضوا في أمركم في المعاندة واصبروا على عبادة آلهتكم تقول العرب امش على هذا الأمر أي امض عليه والزمه.
(إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ) لما أسلم عمر وقوي به الإسلام قالوا : إن إسلامه وقوة الإسلام لشيء يراد وأن مفارقة محمد لدينه ، أو خلافه إيانا إنما يريد به الرياسة علينا والتملك لنا.
(ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) [ص : ٧].
(الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) النصراينة لأنها آخر الملل ، أو فيما بين عيسى ومحمد ، أو ملة قريش ، أو ما سمعنا أنه يخرج ذلك في زماننا.
(اخْتِلاقٌ) كذب اختلقه محمد.
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص : ٩].