(فَتَنَّاهُ) اختبرناه ، أو ابتليناه ، أو شددنا عليه في التعبد قال قتادة : قضى نبي الله على نفسه ولم يفطن لذلك فلما تبين له الذنب استغفر.
(فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ) من ذنبه وهو سماعه من أحد الخصمين وقضاؤه له قبل أن يسمع من الآخر ، أو أشبع نظره من امرأة أو ريا وهي تغتسل حتى علقت بقلبه ، أو نيته أنه إن قتل بعلها تزوجها وأحسن الخلافة عليها ، أو إغراؤه زوجها ليستشهد قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : «لو سمعت رجلا يذكر أن داود عليه الصلاة والسلام قارف من تلك المرأة محرما لجلدته ستين ومائة لأن حد الناس ثمانون وحدود الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم ستون ومائة».
(راكِعاً) عبّر بالركوع عن السجود مكث ساجدا أربعين يوما حتى نبت المرعى من دموعه فغطى رأسه ، ثم رفع رأسه وقد تقرح جبينه ومكث حينا لا يشرب ماء إلا مزجه بدموعه وكان يدعو على الخطائين فلما أصاب الخطيئة كان لا يمر بواد إلا قال : «اللهم اغفر للخطائين لعلك تغفر لي ولهم».
(فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) [ص : ٢٥].
(لَزُلْفى) كرامة ، أو رحمة. (مَآبٍ) مرجع.
(يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) [ص : ٢٦].
(خَلِيفَةً) لله تعالى والخلافة : النبوة ، أو ملكا ، أو خليفة لمن تقدمك.
(وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى) لا تمل مع من تهواه فتجور أو لا تحكم بما تهواه فتزل.
(سَبِيلِ اللهِ) دينه ، أو طاعته.
(بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) تركهم العمل له ، أو بإعراضهم عنه.
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) [ص : ٣١].
(الصَّافِناتُ) الخيل وصفونها : قيامها ، أو رفع إحدى اليدين على طرف الحافر حتى تقوم على ثلاث.
(الْجِيادُ) السراع لأنها تجود بالركض ، أو الطوال الأعناق من الجيد وهو العنق ، وطوله من صفة فراهتها.
(فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) [ص : ٣٢].
(حُبَّ الْخَيْرِ) حب المال ، أو حب الخيل ، أو حب الدنيا.