القهار. قاله ابن جريج.
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) [غافر : ١٨].
(يَوْمَ الْآزِفَةِ) حضور المنية ، أو القيامة لدنوها.
(إِذِ الْقُلُوبُ) النفوس بلغت الحناجر عند حضور المنية.
«أو القلوب تخاف في القيامة» فتبلغ الحناجر خوفا فلا هي تخرج ولا تعود إلى أماكنها.
(كاظِمِينَ) مغمومين ، أو باكين ، أو ساكتين والكاظم الساكت على امتلائه غيظا ، أو ممسكين بحناجرهم من كظم القربة وهو شد رأسها.
(حَمِيمٍ) قريب ، أو شفيق. (يُطاعُ) يجاب إلى الشفاعة سمى الإجابة طاعة لموافقتها إرادة المجاب.
(يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر : ١٩].
(خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) الرمز بالعين ، أو النظرة بعد النظرة أو مسارقة النظر ، أو النظر إلى ما نهي عنه ، أو قوله رأيت وما رأى ، أو ما رأيت وقد رأى سماها خائنة لخفائها كالخيانة ، أو لأن استراق نظر المحظور خيانة.
(وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) الوسوسة ، أو ما تضمره إذا قدرت عليها تزني بها أم لا ، أو ما يسرّه من أمانة وخيانة وعبّر عن القلوب بالصدور لأنها مواضعها.
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) [غافر : ٢١].
(قُوَّةً) بطشا ، أو قدرة.
(وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) بخرابها وعمارتها. أو مشيتهم فيها بأرجلهم ، أو بعد الغاية في الطلب ، أو طول الأعمار ، أو آثارهم في المدائن والأبنية.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) [غافر : ٢٦].
(ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) أشيروا عليّ بقتله لأنهم كانوا أشاروا أن لا يقتله ولو قتله لمنعوه ، أو ذروني أتولى قتله لأنهم قالوا هو ساحر إن قتلته هلكت لأنه لو أمر بقتله خالفوه ، أو كان في قومه مؤمنون يمنعونه من قتله فسألهم أن يمكنوه من قتله.