(وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) وليسأله فإنه لا يجاب ، أو يستعينه فإنه لا يعان.
(دِينَكُمْ) عبادتكم ، أو أمركم الذي أنتم عليه.
(الْفَسادَ) عنده هو الهدى ، أو العمل بطاعة الله ، أو محاربته لفرعون بمن آمن معه ، أو أن يقتلوا أبناءكم ويستحيون نساءكم إن ظهروا عليكم كما كنتم تفعلون بهم.
(وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) [غافر : ٢٨].
(مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) ابن عم فرعون ، أو من جنسه من القبط ولم يكن من أهله كان ملكا على نصف الناس وكان له الملك بعد فرعون بمنزلة ولي العهد وهو الذي قال لموسى (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) [القصص : ٢٠] ولم يؤمن من آل فرعون غيره وغير امرأة فرعون وكان مؤمنا قبل مجيء موسى ، أو آمن بمجيء موسى وصدق به.
(يَكْتُمُ إِيمانَهُ) رفقا بقومه ثم أظهره بعد ذلك فقال في حال كتمانه.
(أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً) لأجل قوله ربّى الله.
(بِالْبَيِّناتِ) الحلال والحرام ، أو العصا واليد. والطوفان والسنين ونقص من الثمرات وغيرها من الآيات.
(وَإِنْ يَكُ كاذِباً) قاله تلطفا ولم يقله شكا.
(بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) لأنه وعدهم النجاة إن آمنوا والهلاك إن كفروا فإذا كفروا أصابهم أحد الأمرين وهو بعض الذي وعدهم ، أو وعدهم على الكفر بهلاك الدنيا وعذاب الآخرة فهلاكهم في الدنيا بعض الذي وعدهم ، أو بعض الذي يعدهم هو أول العذاب لأنه يأتيهم حالا فحالا فحذرهم بأوله الذي شكوا فيه وما بعد الأول فهم على يقين منه ، أو البعض يستعمل في موضع الكل توسعا. قال :
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته
(يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) [غافر : ٢٩].
(ظاهِرِينَ) غالبين في أرض مصر قاهرين لأهلها يذكرهم المؤمن بنعم الله عليهم.
(بَأْسِ اللهِ) عذابه قال ذلك تحذيرا منه وتخويفا فعلم فرعون ظهور حجته فقال.
(ما أُرِيكُمْ) ما أشير عليكم إلا بما أرى لنفسي. (سَبِيلَ الرَّشادِ) عنده التكذيب بموسى.