(فَيَقُولُ) للملائكة ، أو لعيسى وعزير والملائكة. (أَأَنْتُمْ) تقرير لإكذاب المدعين عليهم ذلك.
(قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً) [الفرقان : ١٨].
(مِنْ أَوْلِياءَ) نواليهم على عبادتنا ، أو نتخذهم لنا أولياء.
(مَتَّعْتَهُمْ) بتأخير العذاب ، أو بطول العمر ، أو بالأموال والأولاد.
(بُوراً) هلكى ، البوار : الهلاك ، أو لا خير فيهم ، بارت الأرض : تعطلت من الرزع فلم يكن فيها خير ، أو البوار : الفساد بارت السلعة : كسدت كسادا فاسدا.
(فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً) [الفرقان : ١٩].
(فَقَدْ) كذبكم الكفار أيها المؤمنون. (بِما تَقُولُونَ) من نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، أو كذب الملائكة والرسل الكفار بقولهم إنهم اتخذوهم أولياء من دونه.
(صَرْفاً) للعذاب عنهم ولا ينصرون أنفسهم ، أو صرف الحجة.
(وَلا نَصْراً) على آلهتهم في تكذيبهم ، أو صرفك يا محمد عن الحق ولا نصر أنفسهم من عذاب التكذيب ، أو الصرف : الحيلة من قولهم إنه ليتصرف أي يحتال ، وفي الحديث : «لا يقبل منه صرف أي نافلة ولاعدل أي فريضة» أو الصرف : الدية والعدل : القود.
(وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً) [الفرقان : ٢٠].
(فِتْنَةً) اختبارا يقول الفقير لو شاء لجعلني غنيا مثل فلان وكذلك يقول الأعمى والسقيم للبصير ، والسليم ، أو العداوات في الدين ، أو صبر الأنبياء على تكذيب قومهم ، أو لما أسلم بلال وعمار وصهيب وأبو ذر وعامر بن فهيرة وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم من الفقراء والموالي قال : المستهزئون من قريش انظروا إلى أتباع محمد من فقرائنا وموالينا فنزلت ، والفتنة : البلاء ، أو الاختبار.
(أَتَصْبِرُونَ) على ما امتحنتم به من الفتنة تقديره أم لا تصبرون.
(بَصِيراً) بمن يجزع.
(وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً) [الفرقان : ٢١].
(لا يَرْجُونَ) لا يخافون ، أو لا يأملون ، أو لا يبالون.