(مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) عبد الله بن أبي وجامعة من المنافقين ، كانوا يستمعون خطبة الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين أعرضوا فإذا خرجوا سألوا عنه ، أو كانوا يحضرون مع المؤمنون فيسمعون قوله فيعيه المؤمن دون المنافق.
(أُوتُوا الْعِلْمَ) ابن عباس وابن مسعود ، أو أبو الدرداء ، أو الصحابة قاله ابن زيد.
(آنِفاً) قريبا ، أو مبتدئا سألوا عن ذلك استهزاء ، أو بحثا عما جهلوه.
(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) [محمد : ١٧].
(زادَهُمْ) الاستهزاء هدى ، أو زادهم القرآن ، أو الناسخ والمنسوخ.
(هُدىً) علما ، أو نصرة في الدين وتصديقا للرسول صلىاللهعليهوسلم ، أو شرحا لصدورهم ، أو عملا بما علموا مما سمعوا.
(تَقْواهُمْ) الخشية ، أو ثواب التقوى ، أو وفقهم للعمل بما فرض عليهم ، أو بين لهم ما يتقون ، أو ترك المنسوخ والعمل بالناسخ.
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) [محمد : ١٨].
(أَشْراطُها) آياتها ، أو انشقاق القمر على عهد الرسول صلىاللهعليهوسلم ، أو الرسول صلىاللهعليهوسلم لأنه آخر الرسل وأمته آخر الأمم ، قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «بعثت والساعة كهاتين».
(فَأَنَّى لَهُمْ) كيف لهم بالنجاة. (جاءَتْهُمْ) الساعة ، أو الذكرى عند مجيء الساعة.
(ذِكْراهُمْ) تذكيرهم بما عملوا من خير ، أو شر ، أو دعاؤهم بأسمائهم تبشيرا وتخويفا. قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «حسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان قم إلى نورك. يا فلان قم فلا نور لك» (١).
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ) [محمد : ١٩].
(فَاعْلَمْ) أن الله أعلمك.
(أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) هو ، أو ما علمته استدلالا فاعلمه يقينا ، أو ما ذكر عبر عن الذكر بالعلم لحدوثه عنه.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ
__________________
(١) أخرجه بنحوه أبو داود (٤ / ٢٨٧ ، رقم ٤٩٤٨) ، وابن حبان (١٣ / ١٣٥ ، رقم ٥٨١٨) ، وأحمد (٥ / ١٩٤ ، رقم ٢١٧٣٩) ، وأبو نعيم في الحلية (٥ / ١٥٢) ، والبيهقى (٩ / ٣٠٦ ، رقم ١٩٠٩١).