(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ) هو أقدر من خلقه فلو جاز عليه الولد لكان أحق بالبنين دون البنات منهم ، أو لا يعطي النبوة إلا لمن شاء لأنه ملك الدنيا والآخرة.
(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) [النجم : ٣٢].
(كَبائِرَ الْإِثْمِ) الشرك ، أو ما زجر عنه بالحد ، أو ما لا يكفر إلا بالتوبة ، أو ما قاله الرسول صلىاللهعليهوسلم أن تدعو لله ندا أو تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك وأن تزاني حليلة جارك ، أو كبائر الإثم ما لم يستغفر منه.
(وَالْفَواحِشَ) الربا ، أو جميع المعاصي.
(اللَّمَمَ) ما ألموا به في الجاهلية من إثم وفاحشة عفي عنه في الإسلام ، أو أن يلم بها ويفعلها ثم يتوب ، أو يعزم على المواقعة ثم يقلع عنها قال الرسول صلىاللهعليهوسلم :
إن تغفر اللهم تغفر جمّا |
|
وأي عبد لك لا ألمّا |
أو ما دون الوطء من القبلة والغمزة والنظرة والمضاجعة ، أو صغائر الذنوب ، أو ما لا حد عليه في الدنيا ولا عذاب في الآخرة ، أو النظرة الأولى فإن عاد فليس بلمم جعله ما لم يتكرر من الذنوب ، أو النكاح قيل : نزلت في نبهان التمار أتته امرأة تشتري تمرا فقال إن داخل الدكان ما هو خير من هذا فلما دخلت راودها عن نفسها فأبت وندم نبهان وأتى الرسول صلّى الله عليه سلم فقال : ما من شيء يصنعه الرجل إلا وقد فعلته إلا الجماع فقال : لعل زوجها غاز فنزلت.
(أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) آدم عليه الصلاة والسّلام. (فَلا تُزَكُّوا) لا تمادحوا ، أو لا تعملوا بالمعاصي وتقولون نعمل بالطاعة ، أو إذا عملت خيرا فلا تقل عملت كذا أو كذا.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) [النجم : ٣٣].
(الَّذِي تَوَلَّى) العاص بن وائل ، أو الوليد بن المغيرة كان يأتي النبي صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه فيسمع ما يقولان ثم يتولى عنهما ، أو النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين ارتد وضمن له أن يتحمل عنه إثم ارتداده.
(وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) [النجم : ٣٤].
(وَأَعْطى قَلِيلاً) من نفسه بالاستماع ثم أكدى بالانقطاع ، أو أطاع قليلا ثم عصى ، أو قليلا من ماله ثم منع ، أو بلسانه وأكدى بقلبه.
(وَأَكْدى) قطع ، أو منع.