الطرف إليك أي منتظر أو قبل أن يرجع إليك طرف رجائك خائبا لأن الرجاء يمد الطرف والإياس يقصره ، أو قبل أن يقبض طرفك بالموت أخبره أنه سيأتيه به قبل موته ودعا بالاسم الأعظم وعاد طرف سليمان عليه الصلاة والسّلام إليه فإذا العرش بين يديه ولم يكن سليمان عليه الصلاة والسّلام يعلم ذلك الإسم.
(هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) وصول العرش قبل ارتداد طرفي. (أَأَشْكُرُ) على وصوله.
(أَمْ أَكْفُرُ) فلا أشكر إذا رأيت من هو أعلم مني في الدنيا وكان ذلك معجزة لسليمان عليه الصلاة والسّلام أجراها الله تعالى على يد بعض أوليائه وكان العرش باليمن وسليمان بالشام قيل خرق الله تعالى به الأرض حتى صار بين يديه.
(قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) [النمل : ٤١].
(نَكِّرُوا) غيروه بانتزاع ما عليه من فصوص وجواهر ومرافق ، أو بجعل ما كان أحمر أخضر وما كان أخضر أحمر ، أو بالزيادة فيه والنقصان منه ، أو بجعل أعلاه أسفله ومقدمه مؤخره أو جعل فيه تمثال السمك.
(أَتَهْتَدِي) إلى الحق بعقلها أم تكون من الذين لا يعقلون ، أو تعرف العرش بفطنتها أم تكون ممن لا يفطن ولا يعرف.
(فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) [النمل : ٤٢].
(كَأَنَّهُ هُوَ) لما خلفته وراءها فوجدته أمامها منعها معرفتها به من إنكاره وتركها له خلفها من إثباته ، أو لأنها رأت فيه ما تعرفه فلم تنكره وما غيّر وبدل فلم تثبته ، أو شبهوا عليه بقولهم.
(أَهكَذا عَرْشُكِ) فشبهت عليهم بقولها : (كَأَنَّهُ هُوَ) ولو قالوا هذا عرشك لقالت نعم.
(وَأُوتِينَا) قاله سليمان عليه الصلاة والسّلام ، أو بعض قومه.
(الْعِلْمَ) بمعرفة الله تعالى وتوحيده ، أو النبوة ، أو علمنا أنه عرشها قبل أن نسألها.
(مُسْلِمِينَ) طائعين لله تعالى بالاستسلام له ، أو مخصلين له بالتوحيد.
(وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ) [النمل : ٤٣].
(وَصَدَّها) عبادة الشمس أن تعبد الله تعالى ، أو صدها كفرها أن تهتدي للحق ، أو صدها سليمان عما كانت تعبد في كفرها ، أو صدها الله تعالى عن الكفر بتوفيقها للإيمان.
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ