(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) [الروم : ٢٢].
(خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) بما فيهما من العبر ، أو لعجز الخلق عن إيجاد مثلهما.
(أَلْسِنَتِكُمْ) لغاتكم كالعربية والرومية والفارسية.
(وَأَلْوانِكُمْ) أبيض وأحمر وأسود ، أو اختلاف النغمات والأصوات وألوانكم صوركم فلا يشتبه صورتان ولا صوتان. كيلا يشتبهوا في المناكح والحقوق.
(لِلْعالِمِينَ) الإنس والجن وبالكسر العلماء.
(وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم : ٢٣].
(مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) بالنهار ، أو منامكم وابتغاؤكم فيهما جميعا لأن منهم من يتصرف في المعاش ليلا وينام نهارا وابتغاء الفضل بالتجارة ، أو بالتصرف في العمل. فالنوم كالموت والتصرف نهارا كالبعث.
(يَسْمَعُونَ) الحق فيتبعونه ، أو الوعظ فيخافونه ، أو القرآن فيصدقونه.
(وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الروم : ٢٤].
(خَوْفاً) للمسافر.
(وَطَمَعاً) للمقيم ، أو خوفا من الصواعق وطمعا في الغيث ، أو خوفا من البرد أن يهلك الزرع وطمعا في الغيث أن يحييه ، أو خوفا أن يكون خلبا لا يمطر وطمعا أن يمطر.
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) [الروم : ٢٦].
(قانِتُونَ) مطيعون. مأثور ، أو مصلون ، أو مقرون بالعبودية ، أو قائمون له يوم القيامة ، أو قائمون بالشهادة أنهم عباده ، أو مخلصون.
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الروم : ٢٧].
(يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) بعلوقه في الرحم ثم يعيده بالبعث استدلالا بالنشأة على الإعادة.
(أَهْوَنُ عَلَيْهِ) إعادة الخلق أهون على الله تعالى من ابتدائه لأن الإعادة أهون من البدأة عرفا وإن كانا هينين على الله تعالى ، أو الإعادة أهون على المخلوق لأنه يقلب نطفة ثم علقه ثم مضغة ثم عظما ثم رضيعا ثم فطيما وفي الإعادة يصاح به فيعود سويا ، أو أهون بمعنى هين. قال :