(وَلا تُطِعِ) كفار مكة ومنافقي أهل المدينة فيما دعوا إليه.
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) [الأحزاب : ٤].
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ) كان الرسول صلىاللهعليهوسلم قائما يوما يصلي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه : إن له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فنزلت إكذابا لهم فالمراد بالقلبين جسدين ، أو قال قرشي من بني فهر : إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت إكذابا له فيكون المراد بالقلبين عقلين ، أو قال رجل : إن لي نفسين نفسا تأمرني ونفسا تنهاني فنزلت فيه ، أو كان جميل بن معمر الجمحي أحفظ الناس لما يسمع ذا فهم ودهاء فقالت قريش : ما يحفظ ما يسمعه بقلب واحد وإن له قلبين فانهزم يوم بدر بيده إحدى نعليه والأخرى في رجله فلقي أبا سفيان بشاطىء البحر فأخبره بمن قتل من أشرافهم. فقال : إنه قد ذهب عقلك فما بال أحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك. فقال : ما كنت أظنها إلا في يدي فظهر لهم حاله ونزلت فيه ، أو ضرب ذلك مثلا لزيد لما تبناه الرسول صلىاللهعليهوسلم فلا يكون لرجل أبوان حتى يكون زيد بن محمد وابن حارثة ، أو لا يكون لرجل قلب مؤمن معنا وقلب كافر علينا لأنه لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب واحد فيكون معناه ما جعل الله لرجل من دينين.
(أَدْعِياءَكُمْ) كان الذليل في الجاهلية يأتي القوي الشريف فيقول أنا ابنك فيقول نعم فإذا قبله واتخذه ابنا أصبح أعز أهله وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم قد تبنى زيد بن حارثة على تلك العادة فنزلت (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ) في الجاهلية.
(أَبْناءَكُمْ) في الإسلام. (ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ) في المظاهر عنها وابن التبني.
(وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ) في أنها ليست بأم ولا الدعي بابن.
(ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب : ٥].
(أَقْسَطُ) أعدل قولا وحكما.
(فَإِخْوانُكُمْ) فانسبوهم إلى أسماء إخوانكم كعبد الله وعبد الرحمن وغيرهما ، أو قولوا أخونا فلان ومولانا فلان ، أو إن لم يعرف نسبهم كانوا إخوانا في الدين إن كانوا أحرارا وموالي إن كانوا عتقاء.