(أَخْطَأْتُمْ بِهِ) قبل النهي.
(ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) بعد النهي في هذا وغيره ، أو ما سهوتم به وما تعمدته قلوبكم قصدته ، أو ما أخطأتم أن تدعوه إلى غير أبيه ظانا أنه أبوه وما تعمدت قلوبكم أن تدعوه إلى غير أبيه عالما بذلك.
(غَفُوراً) لما كان في الشرك. (رَحِيماً) بقبول التوبة في الإسلام.
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) [الأحزاب : ٦].
(أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ) من بعضهم ببعض لإرساله إليهم وفرض طاعته ، أو أولى بهم فيما رآه لهم منهم بأنفسهم ، أو لما أمر الرسول صلىاللهعليهوسلم الناس بالخروج إلى تبوك قال قوم : نستأذن آباءنا وأمهاتنا فنزلت ، أو أولى بهم في قضاء ديونهم وإسعافهم في نوائبهم قال صلىاللهعليهوسلم : «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم في الدنيا والآخرة فمن ترك مالا فليرثه عصبته وإن ترك دينا ، أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه» (١).
(وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) في حرمة نكاحهن وتعظيم حقوقهن دون النفقة والميراث ، وفي إباحة النظر إليهن مذهبان هذا في اللائي مات عنهن ، وفي إلحاقه مطلقاته بمن مات عنهن ثلاثة مذاهب يفرق في الثالث بين من دخل بهن ومن لم يدخل بهن وهل هن أمهات المؤمنات كالرجال فيه مذهبان ، قالت امرأة لعائشة رضي الله تعالى عنها : يا أمّه فقالت : لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم.
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنصار. (وَالْمُهاجِرِينَ) قريش. نسخت التوارث بالهجرة لما نزل في الأنفال (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا.) الآية [الأنفال : ٧٢]. توارثوا بالهجرة فكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المسلم المهاجر شيئا فنسخ ذلك بقوله هل هنا.
(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) أو نسخت التوارث بالحلف والمؤاخاة في الدين ، قال الزبير : نزلت فينا خاصة قريش والأنصار قدمنا المدينة فآخينا الأنصار فأورثونا وأورثناهم فآخى أبو بكر خارجة بن زيد وآخيت كعب بن مالك فقتل يوم أحد فوالله لقد مات عن الدنيا ما ورثه أحد غيري حتى أنزل الله هذه الآية فرجعنا إلى مواريثنا.
__________________
(١) أخرجه البخارى (٢ / ٨٤٥ ، رقم ٢٢٦٩).