٢ ـ ان كل متخصص في ناحية من العلوم بامكانه ان يستدل بمعطيات العلم الذي تخصص وبرع فيه على وجود الله ، وهذا يعني ان عالم النبات والاحياء والفيزياوي ، والمتخصص في شؤون الفضاء ، والطبيب والإخصائي في الكيمياء سواء في الانتفاع بهذا الدلیل كما سيتضح دلك في الابحاث القادمة.
والان الى دليل النظام نفسه.
ما هو دليل النظام؟
ان دليل النظام يتكون من ثلاثة أمور هي :
١ ـ قانون العلية الذي يعني ان لكل ظاهرة علة ، ولكل حادثة سبباً ويقع بيان هذا الأمر واثباته على عاتق العقل البديهي أو العقل النظري ، على اختلاف في اعتبار قانون العملية اصلا (بديهياً) مثل ادراك الانسان للحرارة والبرودة أو (نظرياً) يحتاج الى التفكر والتأمل (١).
وبما أن المادي والالهي كليهما يعترفان بقانون العلية ويصدّقان به فاننا نترك
__________________
(١) يذهب البعض الى ان قانون العلية «قانون فطري» أي تدركه الفطرة بالبداهة بلا حاجة الى التفكر والتأمل ، ويحتجون لذلك بتساؤلات الأطفال عن أسباب الحوادث والظواهر رغم انهم لا يعرفون الشكر والاستدلال.
ولكن الى ان هذه التساؤلات التي يطرحها الاطفال حول علة الظواهر انما تكون دليلا على «فطرية قانون العلية» اذا لم يلاحظوا قبل ذلك نماذج من نشأة الظواهر عن اسباب خاصة في حين أن الواقع يشهد بان الاطفال لا يتسائلون عن الاسباب والعلل الا بعد أن مروا بعشرات العلل والمعلولات والاسباب والمسببات وأدركوا الارتباط بین العلة والمعلول بافهامهم البسيطة.
ولهذا لا يمكن اعتبار قانون العلية امراً فطرياً.