البحث فيه هنا ، فما رمي به الالهيون من التنكر لهذا القانون ما هو الا محض افتراء أو مغالطة ، فهذه كتب الالهيين الكلامية والفلسفية شاهدة على أنهم بحثوا هذا القانون وأيدوه أكثر من غيرهم.
٢ ـ ان هذا الكون بأسره يخضع لنظام موحّد ومتين ابتداء من الذرة وانتهاءاً بالمجرة ، وان العلماء لم يقفوا في هذا الكون الفسيح الا على المحاسبة الدقيقة والتصميم المتقن.
ويقع بيان هذا الامر على عاتق العلوم الطبيعية فهي التي تشرح تفاصيل هذا النظام ، وتقدم لنا مظاهر منه ، وترينا نماذج من القوانين السائدة في الكون في جميع الحقول والمجالات.
ويكون هذا البند في برهان النظام بمثابة الصغرى حسب مصطلح المنطقيين.
٣ ـ ان العقل يحكم ـ ببداهة ـ بان هذا النظام البديع بما فيه من النوامیس المبنية على المحاسبات العلمية الدقيقة صادر عن عقل جبار محيط بالمادة وخصوصياتها ، ويعلم بكل القوانين والنواميس السائدة في الكون ، ولا يصح ان يستند هذا النظام إلى الصدفة أو إلى نفس المادة أو يصدر عنها ، وسنشرح هذه المسألة عندما نبسط الكلام في هذا المجال.
هذا ولابد أن يعلم القارئ الكريم أن «برهان النظام» برهان مستقل ولا يرتبط ببرهان (حدوث المادة) ودلالته على محدث وراءها.
وبعبارة أخرى أن «برهان النظام» الذي نحن بصدده الان يهدف إلى بيان أن النظام السائد في الكون ليس الا ولید عقل جبار محيط بالقوانين والسنن الطبيعية وان من المستحيل صدوره عن المادة نفسها سواء أكانت المادة قديمة ام حادثة فان هذا البرهان يجري على كلا الفرضين ولا يختص بفرض حدوث