مرتين متواليتين هي بنسبة واحد إلى عشرة آلاف ، المأة مضاعفة (أي مضروبة في نفسها) مرة.
والان جرب مرة ثالثة ، أن فرصة سحب تلك القطعة البيضاء ثلاث مرات أي بنسبة واحد من مليون ، (أي بنسبة مأة مرة عشرة آلاف) ثم جرب مرة أخرى أو مرتين تصبح الأرقام فلكية (١).
٣ ـ لو أن أعمى جلس وراء آلة كاتبة ذات ١ حرف وضرب بعشوائية على تلك الالة ليحصل على بيت شعري ذات ٤٦ حرفاً هو :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فانا نحتمل أن تقع يده على الحرف الأول عند أول ضربة ثم الحرف الثاني ثم الحرف الثالث على الترتيب ولكن هذا واحد من ملايين الملايين من الاحتمالات الممكن وقوعها بالنظر إلى عدد أحرف البيت مضروبة في عدد أحرف الطابعة وما يحصل من ذلك من رقم كبير نتيجة التقديم والتأخير بين أحرف البيت لدى طبعها حتى ليكاد يبلغ الاحتمال الأول (أي طبع البيت الشعري صحيحا عند طريق الصدفة) الصفر ضثالة.
هذا بالنسبة الى بيت شعري واحد ذي ٤٦ حرفاً فكيف اذا كانت هناك قصيدة طويلة فكم ستكون النسبة حينئذ؟
ثم هذا بالنسبة الى قصيدة فكيف بالكون والحياة الناشئ من اجتماع ملايين الملايين من الشرائط والعوامل بنسب معينة في غاية الاتقان والدقة. الا يبلغ الاحتمال حينئذ الصفر الرياضي كما قالوا؟
هذا ولقد فطن العلماء إلى هذه المحاسبة فدفعتهم ذلك إلى أن يعتبروا هذه المحاسبة دليلا على بطلان الصدفة وبالتالي استحالة اجتماع شرائط الحياة عن
__________________
(١) العلم يدعو للايمان لكريسي موریسن.