طريق الصدفة ، واسناد ذلك الى ارادة وفعل خالق عليم.
ولهذا قال «العلامة كریسي موریسن» بعد ذكر بعض الأمثلة السالفة :
«ان حجم الكرة الارضية وبعدها عن الشمس ودرجة الحرارة في الشمس وأشعتها الباعثة للحياة وسمك قشرة الارض وكمية الماء ومقدار ثاني اوكسید الكاربون ، وحجم النتروجين ، وظهور الانسان وبقاءه على قيد الحياة كل اولاء تدل على خروج النظام من الفوضى (أي انها نظام لا فوضى) وعلى التصميم والقصد كما تدل على أنه ـ طبقا للقوانين الحسابية الصارمة ـ ما كان يمكن حدوث كل ذلك مصادفة في وقت واحد على كوكب واحد مرة في بليون مرة. كان يمكن أن يحدث هكذا ، ولكن لم يحدث هذا بالتأكيد». (١)
* * *
اشكال وجواب :
قد يقال : صحيح ان اجتماع كل هذه الشرائط اللازمة لتوفر الحياة على ما هي عليه الان من التوافق والتناسق لا يمكن بمحض الصدفة.
ولكن هذا يختص بصورة اجتماعها بصورة دفعية فجائية لا ما اذا حصل هذا الاجتماع بصورة تدريجية اثر الانفجارات المتلاحقة عبر الدهور والقرون فان ذلك ممكن ولا يبطله برهان المحاسبة.
ويجاب على هذا الاشكال بأن النظرية التي تحدد عمر منظومتنا الشمسية بشمسها وأقمارها ومن جملتها الأرض تدحض هذا الزعم وترده ، وتحيل هذا التصور ، اذ أن عمر الأرض أقصر من المدة التي يحتاج اليها اجتماع تلك الشرائط الكثيرة مع نسبها الملحوظة بصورة تدريجية اتفاقية ، والتي تحتاج الى زمن غير متناه في الطول في حين أن أطول تقدير لعمر الأرض هو ثلاثة مليارات من